حياة إنسان

لـ منير مصطفى علوي البرمكي، ، في الانشاد والشيلات، 8، آخر تحديث

حياة إنسان - منير مصطفى علوي البرمكي

يفرح قريبي بساعة وصولي ومولدي
ويبكي حزينًا ساعة رحيلي والممات

لحضة نزولي قصة حياتي تبتدي
وبعد موتي قصة حياتي رُفات

على الفطرة ولدتُ بدين  أحمدي
صلى عليه الله في حياتهِ والممات

ولدت رضيعًا أصرخ وأبكي بحرقتي
وكأنِ علمتُ تعاسة هذي الحياة

كبُرت بحضن أمي وساعد والدي
طفلًا صغيرًا ، ولا أعلمُ ما الشقات

ضاحك الوجه راسِمًا احلامي بيدي
بلونها الوردي أراها ، غيرُها هيهات

وصِرتُ صبيًا طائش العقلُ أرعني
تُحرِكُني حماقتي منقسمًا بالملذات

وشبابًا غدوتُ قوي الزَندَ والساعدي
اشُقُّ طريقي في زمنِ المشقات

حتى عرفتُ حقيقةَ نفسي وفكرتي
فلا رجالاً خلدوا ولا نساءً خالدات

فرأيتُ تجاعيد وجهي وشَيبَ لحيتي
وصرتُ بعد قوةً بأوهنِ العَظَمات

وانحناءُ ظهري وعجزي وقِلةُ حيلتي
أصبحتُ طريحًا أُصارعُ النَكَبات

فنظرتُ حولي لأرى أهلي ومن لدي
ابي وأمي وكُلُّ قريبًا لي قد مات

فبكيتُ بحرقتًا مِثلُ ساعة مولدي
فبَرُدَت أرجُلي وزادت بي السكرات

صارعتُها حتى فاضت الروحُ لخالقي
وكل من سأل عني قيل لهُ قد مات

✍🏻منير البرمكي اليافعي
2017

© 2024 - موقع الشعر