مناجاة روح القطب الصوفي الجنيد

لـ برادة البشير عبدالرحمان، ، في غير مصنف، آخر تحديث

مناجاة روح القطب الصوفي الجنيد - برادة البشير عبدالرحمان

في مناجاتي { لحظة الزمن الجميل } لروح { الجنيد }
هو ابو القاسم القواريري،القطب الصوفي البغدادي المولد ، والفارسي-النهاوندي الأصل،والملقب ب{ سيد الطائفة،وطاووس العلماء،ومقدم القوم،وشيخ الحلاج }،وينتمي للقرن الثالث الهجري ، اعتبره الدارسون حتى ذوي التوجه السني الحنبلي مثل { ابن تيمية } بأنه من الذين : " رفع الله قدرهم" بل نسبوا له كرامات كنهيه{الحلاج} لما أحدثه من { ثغرة في الاسلام }، وفراسته مع النصراني ذات الصلة بحدس المؤمن،والمثير هو ان المركز المغربي للرابطة المحمدية للعلماء أدمجه في ثالوث العقائد بالمغرب المؤلف من: الأشعرية عقيدة، والمالكية فقها،والجنيدية تصوفا،الأمر الذي سأبين في تمهيدي لقصيدتي في مناجاة الجنيد ما غفل عنه هؤلاء من مفارقات ونقائض/ برادة البشير بفاس العامرة.
 
تمهيد لقصيدتي في مناجاة روح { الجنيد } بعنوان :
{ حين يمسي فؤاد العشاق...شكورا }
قلنا ، أن الجنيد اعتبر ممن { ...أعلى الله منزلتهم } حسب تعبير { ابن تيمية } ...وصاحبنا هذا في كتابه " مجمع الفتاوي " بالصحة 377...لا يرى تناقضات بين قوله أن الجنيد سني الانتماء ...وأنه يدعو الى تجنب { المحدثات...والبدع }...وانه يأمر بأخذ الناس على قدر عقولهم...
ومع ذلك يستعمل { ابن تيمية } كلمة بشحنة الاستدراك مثل { رغم } حيث يضيف بعد رفع مقامه عند الله قوله : ،" رغم ...أنه توجد بكلامه ... دلائل ضعيفة...كأحاديث لا تثبت...ومقاييس لا تطرد "...
وهو ما وقع مع { الرابطة المحمدية للعلماء...بالمغرب...} حين أنشأت ما سمته ب{ مركز الامام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية }...واعتبرت { الجنيد } امام المغاربة ...
في التصوف " السني -- الأخلاقي "...
وسأورد نتفة من شطحات { الجنيد } وما يماثلها عند ابن سينا، وابن عربي ، وابن سبعين...على سبيل المثال لا الحصر لأبين مأل البحث في موضوع ما...حين تخالجه عقول غير الاختصاص...والتي تخلط بين أصناف من الانساق...لا صلة بينها...في المبتدا...والخبر...
.....لاختلاف أداة الاستدلال حسب اختصاص ...
فالجمع بين :
** الأشعرية...في العقائد...
** والمالكية...في الفقه...
** والجنيدية...في التصوف...
من عجايب الفكر الانتقائي...البالغ عتبة التلفيق ...
ذالك ان لكل منطقه...فمنطق الفقهاء...في سبر أسس الأحكام على مستوى المصالح المرسلة ...ومراعاة مدارات الأسباب في النوازل... مدا وجزرا...حسب مقتضى الحال ...عملا بمبدأ { تنقيح المناط }...كما نجد عند انس...والشاطبي...وقبلهما في كتاب { الأم } للعبقري ...الأمام الشافعي..
هو مجال يخالف منطق المتكلمين الذين يجادلون في الغيبيات...ويقيسون دون حق { الغائب على الشاهد }...وتصل مفارقاتهم درجة { الغاء ...الأسباب...ونفي مبدأ العلية في العوامل والمعلولات...كما ...نجد عند ابي الحسن الأشعري...
ومن بعد عند ابي حامد الغزالي...الذي اعتقد انه بعد خلوة الشك...إهتدى لما سماه ب{ احياء علوم الدين }...
ومنطق الفقهاء ...المخالف للمنطق المتكلمين...كلاهما مخالف جذريا ل""منطق " السالكين من أهل الذوق...الملتزمين بالحدس .... المخالف لرتابة المنطق العقلي...وأوهام المتكلمين...
والاشكال... ليس بجديد في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية ...شرقا و غربا...
فالشارح الأكبر { ابن رشد } هو الاخر وقع في المحظور...حين نزل من سدة الفلسفة الى مقام جدل المتكلمين...من أجل تبرير أسطورة { التوفيق بين الحكمة والشريعة }...وادعائه بأنهما توءم ...بينما العقيدة ينظمها منطق ايماني...
والحكمة ...نسق مفتوح...لا حد فيه للتأمل... والابداع ...والتفكير ...
فعند مقارنة ابن رشد في كتاب { تهافت التهافت } الذي ينتقد فيه أطروحات الغزالي في كتابه { تهافت الفلاسفة } ...ونقارنه بكتابه التوفيقي بعنوان : { فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال } نجد أنفسنا أمام عقليتين ومنطقين لا رابط بينهما...
وهو ما تواجد في الجمع بين ( المالكية ، والأشعرية ، والجنيدية } من طرف الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب...
في هذا السياق...اورد ناوازلا... ذات صلة بتاريخ الثقافة ...والسياسة...بالمغرب العزيز ...ومنها :
** أن الملك المرابطي العظيم { يوسف بن تاشفين }...مؤسس المدينة الإمبراطورية { مراكش } ...وصاحب المواقف والقرارات الاستراتيجية التي أخرت بفضل معركته في الزلاقة ... سقوط الاندلس لأربعة قرون...بقضائه على مشروع ملوك الطوائف...
ابن تاشفين هذا...حين وصله كتاب { احياء علوم الدين } لأبي حامد الغزالي الذي توهم الكثيرون بأنه { حجة الاسلام } ...دون وعي...بأنه كان من ممهدي عصر انحطاط الفكر الاسلامي...
لما اطلع على مضمونه...مزقهه...
وما فعله ابن تاشفين ...فعلا...
قام به لاحقا ابن رشد فكريا...الذي فنذ أطروحات الغزالي بالتفصيل ...في كتابه ( تهافت الفلاسفة )...
فكيف يسمح غيرهما ...بالجمع بين الأشاعرة ...والمتصوفة... والفقهاء...انها عقلية التوفيق...والتلفيق...التي لبست كيان العقل العربي -- الاسلامي...والذي انتهى به المطاف إلى التحجر والتقوقع...وبتعبير المرحوم استاذنا محمد عابد الجابري ... الى { استقالة العقل العربي }...
ومن النوازل ذات الصلة ...ما وقع لي في علاقتي بالمرحوم الدكتور
{علي سامي النشار }...أحد اساتذتنا في السلك الثالث...تخصص { منطق وابستيمولوجيا}...وكان أستاذا بدار الحديث الحسنية الذي كان عميدها الدكتور { النبهان } من القطر السوري الشقيق...
وقد سردت في مقال سابق...علاقة النبهان بتأليف كتاب الفلسفة الخاص بالباكالوريا...والذي رفضت مشروع اللجنة التي اختارها الاستاذ النبهان من القطر السوري...ورفعت بشأنها -- بتكليف من وزارة التربية الوطنية بالرباط -- تقريري العلمي والبيداغوجي ...الذي تم اثره رفض كتاب الإخوة السوريين...حيث كلفتني الوزارة بتأليف الكتاب...طيلة المدة المنحسرة فيما بين ( 1979...و...1992 )...والموجه لمختلف المستويات والشعب ..د
ومن بين رسائل الدكتوراة التي أشرف عليها المرحوم ( علي سامي النشار )...رسالة بعنوان { التكامل المنهجي في فكر ابي حامد الغزالي } وهي في حجم 500 صفحة...
عند زيارته ببيته وجدت الرسالة موضوعة فوق طاولة المرحوم...ونحن نتحدث عن أشياء كثيرة...
سألني لمذا لم أمد يدي للرسالة...كعادتي في حب الاطلاع...
وطلب مني أن أخذها...لأبدي رأيي فيها...فقلت له :
" ان إمارة الدار..دعلى بابها..."...فابتسم...وكان يعرف توجهي العلمي....
وقلت أن هدر طالب الدكتوراة لسنين مع 500 صفحة في محاولة اثبات ( التكامل المنهجي في فكر ابي حامد الغزالي ) لا يستحق هدر وقتي في تصفحها...
وسألت الدكتور علي سامي النشار :
{ متى كان الغزالي منسجما مع ذاته في منهج البحث...؟؟
فقد كان ...متكلما مع المتكلمين...
ومجادلا للفلاسفة...بخلط الكلام بالفلسفة...
ومتصوفا ... مع المتصوفة..
ومدعيا ... أن التصوف الذي مارسه ...كان سنيا...
ولم يجد الغزالي حرجا في القول ...كسائر المتصوفة ذوي النزوع الفلسفي...ما يلخصه بيت شعره القائل :
{ كان ما كان مما لست أذكره *** فظن خيرا ولا تسل عن الخبر }
بمعنى لقد رأى في ملكوت السماء ... بالحدس ما لا يمكن ذكره...ويطلب منا أن نقف عند عتبة { الظن }
وهو ما انتهى إليه { طاووس العلماء : الجنيد } الذي تم دمجه مع الأشاعرة والمالكية في المعتقد المغربي...دون تحفظ منهجي...أو مراعاة لاختلاف الانساق ...وتباين أصناف المنطق...ذات الصلة...
يقول{ الجنيد } :-
{ تحققتك ...فاصنع *** ما شئت....بشاني...
أنا في الحب...قتيل *** ومع الأحباب ...فاني }
فما الفرق بين هذا وقول الشيخ الرئيس { ابن سينا }:
{ وبقيت لا شيئا...أعاينه...**** ...الا حسبته ...بأنه ربي }،...
وهو ما انتهى إليه سلطان العارفين{ محيي الدين ابن عربي } حين قال :
{ قد صار قلبي قابلا كل صورة...*** فمرعى لغزلان ودير لرهبان }
...........
{ أدين بدين الحب أنى توجهت...*** ركائبه فالحب ديني وايماني}
وهذا ليس بغريب ...على ما وصل اليه{ ابن سبعين الأندلسي } حين كفره فقهاء المغرب على عهد الخليفة الموحدي { عبد الواحد الرشيد }...حين { نطق بالسر...وجاوز تحفظ الصوفية بالكثمان } فقال :
{ لقد تحجر ابن آمنة -- يقصد النبي محمد -- واسعا...بقوله : لا نبي من بعدي }...وبيانه أن النبوة....{ كسب } بالاجتهاد ....وليست { وحيا } بالبعث...
والسؤال المطروح ...
هل ما قاله { الجنيد }...وإخوته في التصوف ... ذي صلة ب{ السنة }...ويتناغم مع الأشعرية...والمالكية...؟؟
لكم بعده ...
نص قصيدتي في مناجاة روح { الجنيد } بعنوان :
{ حين يمسي فؤاد العشاق...شكورا }
برادةالبشير بفاس العامرة
نص قصيدتي في مناجاة روح الجنيد بعنوان :-
 
{ حين يمسي فؤاد العشاق...شكورا }...
سأعود بعد برهة راحة...لأن ما أكتبه مرتجل...ما عدا ما يخص ضبط التواريخ و نصوص الاستشهاد...
وقافية القصيدة...بروي... ساكن...
أهل ...الذوق...
اذا ، فؤادهم...
لا مس...شغاف الوجدان...
تداعى...الحق...
شكور...
******
كأنهم ، مرايا...
بنكهة...بلار...
كلما ، أمعنوا...بالحدس...
أطل ... المعنى...
من بؤبؤ...مراة...
غير...مكسور...
******
 
في العشق...شوقا...
وعند ، النجوى...
ترى ، العيون...
من ثنايا...مكسور الحواس...
ما ، يراه...غيرهم...
محظور...
******
 
فعيون...السالكين...
في ، محج ...العشق...
عن ، لغو ...الجدال...
صائمة...
وفارق...المقامات...
يميز...الجار...
عن ، المجرور...
******
 
فلا يمسك...عاشق...
عن ، شوقه...
بحلول...المعشوق...في ذاته...
اذا ما ، داعبته...غفوة...
يغدو...بفؤاد...
مفطور... فأهل... العشق...
ان ، خاطبوا...ما " يجبهم "...
تتدلى...القريحة...بشوشة...
من حدسهم...
بسيل...شاعري...
منثور...
******
 
فترى... العاشق...كالمعشوق...
بالتوحد...
في ، لباس...نشوة...
تخالهما...
في حمأة ...الوصال...
بمخاض...أنفاس...
كمخمور...
******
 
هناك...يفضي...العاشق...
بمكنون...
كأنه....يهذي...
الى ، أن ، يترجم...غمغمة...
في ، نشيد ...يبوح ب" سر "...
كأنه ، فارس...
يسوس ...فرسا جموحه...
بلسان...جسور...
******
 
فلا تعبأ...بقول عاشق...
في ، صحوة...
فمنطق...الحس...إذ يحالف ...
رتابة ...عقل...
يمنع...السؤال...
و" يقمع "...سائله...
كأنه ، خطيب...منبر...
وقور...
******
 
كذا ، حجب... { الجنيد }...
عن ...{ الحلاج }...
سر ...جوابه...
ف{ ثغرة ...الدبيح } بين العوام ...
مفتوحه...
لا تسدها...سوى ، تقية...
تداري...المستور...
بالمنظور...
******
 
لكل ، من...خطا.....
في ، درب...العشق...ادعى...
" سنة ".....
ولازم...". آية "...
وهو ، في العمق...
لرؤياه...بالحدس...وفي...
دونه ، عبيد...الحواس...
في ، المعمور...
******
 
كل ، الأمور...للعقل...
تساق...تقويما...
عدا ، ما يخص...أهل " الطي "...
لا يطال...اشراقهم...
تأويل...
فما ، يحويه...الوجدان...
لا يؤتى...كما بين...
السطور...
******
 
{ الجنيد } ...على الطائفة...
تسيد...
و" أعاب...التعظيم "...
على ...المعشوق...
فأحاله...من الأحشاء...
" دان "...
بالتماهي...مضمور...
******
 
أهذا...قول ..." سني "...
أهذا...قول ...
مانع ..." سعة ...المسائل "...
عملا ، بقدر ...السائل...
تلافيا...ل" خضة "...الفقه...
تأتي...بحال...
موتور...
******
 
كل ، العارفين...
للتقية..." دعاة "...
حيث ، الناس...ليسوا...
سواء...
وبوحهم...بفحوى المستور...
شعرا...
في " معراجهم "...دون ، براق...
"*ثغرة "...بين ... قوم...
بأفق...محصور...
******
 
برادةالبشير بفاس العامرة
© 2024 - موقع الشعر