تناقض - حسام نادر السعيد

أبُعداً تَطلُبينَ أم تَطلُبينَ دَنا
وَ قَلبي صارَ لِلعابِثينَ مَسكَنا
أَضَعتُ منكِ الأرض و المَوطِنا
وَ فِيكِ بَحَثتُ عَن ذاتي أنا
فَما وَجَدتُ مِن رُوحي إلَّاكِ
 
 
قَد زِنتِ في عُليا و أسماءِ
وَ حُسناً سَراني دُونَ إسراءِ
عَلِمتُ عِلمَ الطِّبِ و الدَّاءِ
وَ دائي لَم يُعرَف بِإبراءِ
وَقَد أشفَى القَلب رُؤياكِ
 
 
عَلَّمتِني الحُبَ وَ لَم تُحِبيني
و بالحُبِ قَد مِلتُ عن ديني
مَعاقِلُ الهَوى جَزراً تُخَلِّيني
فَبِاللهِ ماذا فَعَلتُ لِتُردِيني
قَتيلاً لِلهَوى وَ رُعنِ أهواكِ
 
 
عَزيزُ قَومٍ في هَواكِ قَد فَرِحا
فلم يتم فَرحُهُ لَيلاً وَ لا صُبحا
حَتى أتاهُ سَيفٌ لِصَدرِهِ جَرَحا
فنادى بِعالي صَوتهِ و نحا
مَن أرادَ لي مَوتي و إهلاكي
 
 
فَرَدَدتِ عَليهِ كُفَّ البَلا كُفَّا
ما أنتَ إلا شَيخٌ وَ قَد لُفَّى
بِأكفانِ الرَّدى يَحمِلُ العُنفا
وَ قَلبي لِلهَوى لَم يَعُد يَغفى
فَقُلتُ أنتي أنتي جُلُّ إدراكي
 
 
فأنتي منتهى الهوى و مبتداهُ
و انتي حنينُ الشَّوقِ و مُرتجاهُ
و عزمٌ على العلا يجاوزُ مداهُ
لكِ العقبى و ما أنا إلا فداهُ
ومنكِ قد ضيعت إيماني بإشراكي
© 2024 - موقع الشعر