باقيرا

لـ محمد فيصل بازهير، ، في الهجاء، 26

باقيرا - محمد فيصل بازهير

اندَسَّ قلبي في ظلامٍ دامسٍ
لم اعرف الأنوار ممّا حَلَّ بي

واستيقَظَتْ روحٌ عبوسٌ والتي
عانيتُ منها حين قُصَّ شاربي

إبّانَ تحقيري لِمَن سألتُهُ
لِمَا تبيعُ القلبَ لم يُجاوِبِ

أبَى الفؤادُ حُبَّ مُجرمٍ بِلا
عقلٍ ولا إيمانِ شرقاً غارِبِ

قد صار فيه القبحُ مثلَ من لَهُ
وجهٌ كثيرُ العبسِ مثلَ الغاضِبِ

للوجهِ عينانٌ كَعَين البُومَةِ
أعشى كَليلٌ أكتَعٌ وضاربِ

مكَّارُ خدَّاعٌ تَنَاسَى عِشقَنا
قاربتُهُ يَوماً ولَمْ يُقارِبِ

أتَعرِفُ الخنزيرَ وابنَهُ كَذَا
جاسوسُ جعسوسٌ كئيبٌ كاذِبِ

استَأصَلَ الشُّكرَانَ مِن قامُوسِهِ
اسَتزرَعَ النُّكرَانَ بالمَخَالِبِ

ألبَستُهُ ثَوباً يُديم حُبَّنا
ألبسته ثوباً من الجَوَانِبِ

استَأنَفَ الأصحابُ حُبّاً مظلماً
أشعَلتُ فيه النَّارَ كي أُرَاقِبِ

تَبِعتُ قلبي في غَمَاضَةِ الهَوى
أتعبتَ قلبي يا قصيرَ الحالبِ

قد خاصَمَ الرُّوحَ الّتي اشتاقَتْ لِمَن
أغبَى بِتفكير ٍ سَخيف ٍ سالِبِ

جُورٌ وطغيانٌ وجِسمٌ لا يُرَى
إلا بِمشكاةٍ بِها كَوَاكِبِ

اللونُ قانٍ مِثلَ باقِيرَا وقَد
مَللتُ ممَّن جَاء بِالمَتَاعِبِ

© 2024 - موقع الشعر