حمى الزياره!!! - عدنان أبو المعتصم

منذ أن مر طيفك أمامي
 
تحول جهازي العصبي
 
إلى ورش عمل ليل نهار
 
أسبوع كامل لم يهمد
 
استقبالٌ مفرط للإشارات
 
صور بالمئات
 
الزائر ليس عاديا
 
ضيف ثقيل العيار
 
الكل مجند
 
حواس، أعصاب
 
دماغ، نخاع
 
كل الواجهات استبدلت الرداء
 
غُرست في كل باحة
 
بدل كراسي الإنتظار
 
أشجار
 
ذاكرتي النمودجية
 
بعد أن كانت مسلخا
 
قبوا للتعذيب
 
ستصير متحفا
 
معرضا موضوعه الوحيد
 
أنتِ
 
لوحات مذهلة بألوان الجمال النادر
 
ترى لماذا يمنع دخول الأجانب ؟
 
أتراها تسترق النظر؟
 
أيُخشى
 
من تسريب ملفات ذات سرية أكبر؟
 
أقف مندهشا
 
من هذه الحيوية الغريبه
 
لا أحد يغادر الورش ككل ليله
 
الكل يريد ترك بصمته
 
لكن ما لا أفهمه
 
لماذا ما زلت أعاني من نقص حاد
 
في هرمون السعاده؟!!!
 
حتى الابتسامة أطبعها بالقوه
 
طبعا لا تكون إلا صفراء!!!
 
لست جدارا يبتهج باستبدال الطلاء
 
أنا روح تستحق العناية المركزه
 
ترى هل تمحو دقيقة ما لطخه الدهر؟
 
لا أظن حواسي تضيع الوقت
 
في طرح مثل هذه الأسئله
 
لأن مثل هذه الزيارة تكون مرة في العمر
 
وليس كل مره!
 
انظر أيها المسكين
 
كم نعمل جاهدين من أجل إسعادك
 
لماذا إذن ما زلت حزينا؟!!!
 
تبا للحزن
 
هو الشعار الذي ينطلق
 
من عيون حواسي
 
كالشراره
 
سألبس بذلة جديدة
 
أحلق ذقني
 
وأمشط شعري
 
وأشرب كوبا من القهوه
 
لأعدل مزاجي
 
دماغي المتظاهر بالرزانة
 
تارة يلبس لباس الشجاعة
 
وتارة يلبسه الخوف حتى العمى
 
ارفع يدك اليمنى
 
وأَقسِم أن تقول ما نشاء
 
وأن تفعل ما نأمرك به
 
قد يكون الحظ حليفك
 
وتلتقي حبيبك
 
قف كعمود من الإسمنت
 
ثبت قدميك في الإسفلت
 
وعند الإشارة
 
أُنظُر مباشرة في عينيها
 
انحني و قبِّل يديها
 
قل ما استطعت من الكلمات
 
أو قل فقط
 
أحبك
 
فهي تلخص كل شيئ
 
في العلاقات الإنسانيه
 
ما زالت حالة الطوارئ
 
بين صفوف كل الحواس
 
الكل شحذ أدواته
 
فؤوس، مناشير، مناجل
 
لقطع ذكريات مسوسه
 
تُحرَق بعد الاجتثات مباشرة
 
بلا ندم
 
عملية واسعة لدفن
 
الماضي
 
فريق بأكمله متجند
 
من أجل إنجاز هذا المشروع
 
بانسجام و تناغم
 
من القادم
 
حتى يقلب الرأس على عقبه؟!!!
 
أصبح قلبي المحظوظ
 
(المصدوم سابقا)
 
أهم عضو في جمعية أعضائي
 
بعد أن كان ممنوعا من الانضمام
 
ولو عن طريق الشفقه
 
كان يقضي عقوبة بالإقصاء
 
بتهمة التسرع المفرط
 
المؤدي إلى إعاقة مستديمه
 
هاتفي المحمول يتأهب للرن
 
رموشي تقرع الطبول
 
معلنة اقتراب افتتاح مهرجان الصور
 
أشك أني أصبت بالحمى
 
لم أنم ليلة البارحة بالذات
 
لن أخفي عنكم لماذا بصراحه
 
رأيت حلما أني ألتقيها غدا
 
فتاة أحلامي
 
منتهى العفوية و البراءة
 
والبساطه
 
أصبت بالحمى
 
مثل بدوي
 
يرى لأول مرة ملهى ليلي
 
كتبت رسالة قصيرة لأمي
 
أصف لها حالتي
 
كالعادة طافت كل الصيدليات
 
لم تجد لي دواء
 
نصحتني بعدم متابعة باقي الأحداث
 
سمعت نصيحتها
 
هجرت الوسادة
 
و نظرت من النافذة
 
فرأيت القمر وجه حبيبتي
 
فعدت إلى فراشي
 
لأعانق حلمي من جديد!!!
© 2024 - موقع الشعر