اية العدل احمد - ابراهيم العليي

آية العدل أحمد
 
منْ بَسمةِ الصُّبحِ لا مِن عَتْمةِ الغَسَقِ
سأنظمُ العِقْدَ إبريزًا على ورقي
 
ِوأنسجُ الروحَ أضواءً بقافيتِي
دُرًّا من الثَّغرِ لا دمعًا من الحَدقِ
 
إنِّي سعيدٌ بحبِّ المُصطفى جَذِلٌ
وعاشقُ الغيدِ آسٍ في الغرامِ شَقِي
 
فحبُّ أحمدَ في روحي يفوحُ شذى
ومسكهُ في فَمِي شدوٌ مِن العَبَقِ
 
والحرفُ يزدادُ طيبًا في مَرابِعهِ
على رحيقٍ من الأكمامِ مُنبَثِقِ
 
كالعودِ في نارِ شوقِ القلبِ تُحرقهُ
إشراقةُ النارِ في نورِ الهُدى الأَلِقِ
 
أنا المتيَّمُ في شوقٍ لِرُؤْيَتهِ
والقلبُ في كَلَفٍ والجَفنُ في أرَقِ
 
نورٌ تجلَّى على الدُّنيا بمولدهِ
شقَّ الظلامَ قُبيلَ الفجرِ كالفَلَقِ
 
تساءلَ الخلقُ أنَّى النورُ في سَحَرٍ
والأرضُ شاخِصةٌ ترنو إلى الأفُقِ
 
ومكَّةُ الزرعِ في غيثِ السماءِ رَبتْ
من زمزمِ الروحِ غيرَ الهديِ لمْ تَذُقِ
 
حتى اكتستْ من بهيجِ الحُسنِ حُلَّتَها
والبيتُ ألقى بثوبِ الذِّلَّةِ الخَلِقِ
 
ونارُ كسرى بميلادِ الهُدى انطفأتْ
كما رأى ملْكهُ قدْ آلَ لِلغَرقِ
 
والجنُّ ما استرقَتْ سَمعَ السَّماءِ على
حِجَابِ شُهْبٍ أمينٍ غَيرِ مُخترَقِ
 
محمدٌ آيةٌ في الحسنِ مُكتَمِلٌ
كفرقدٍ ساطعِ الأضواءِ مُتَّسِقِ
 
الشمسُ طلعتهُ والصبحُ بسمتهُ
والعطرُ من فمهِ والمسكُ من عَرقِ
 
سمحٌ حييٌّ إذا استحيا فمن خجلٍ
على خدودِ المُحيَّا حُمرةُ الشَّفَقِ
 
يعطي سخاءً ولم يبخل على أحَدٍ
عطاؤهُ مثلُ غَيثٍ هاطلٍ غَدِقِ
 
اللهُ ربّاهُ حتَّى صارَ مكتمِلًا
خيرَ البريَّةِ في خَلْقٍ وفي خُلُقِ
 
أتى إليهِ أمينُ الوحيِ علَّمهُ ال
قرآنَ فاهراقَ شهدُ الوحيِ كالودَقِ
 
مضى يزيحُ ستارَ الليلِ مُحتمِلا
شتَّى الأذيَّةِ لم يسأمْ ولم يَضِقِ
 
سلاحُهُ العدلُ لا يرضى لهُ بَدَلًا
والسيفُ للعدلِ حامٍ غير مُستَبِقِ
 
الأرضُ كانتْ بجهلٍ قبلَ بِعثَتهِ
تأرجحَ الناسُ بينَ البخسِ والرَّهَقِ
 
أزالَ بالعلمِ مِن فوقِ النُّهى ظُلَمًا
وحرَّرَ النفسَ من خَوفٍ ومن قَلق
 
أعلى الفضائلَ والأخلاقَ تمَّمها
بين الورى فغدتْ كالعِقْدِ في العُنُقِ
 
يا أعدلَ الخلقِ حُكْمًا دونَ تفرِقَةٍ
ميزانُك الحقُّ عدلٌ غير مُنزَلِقِ
 
أقمتَ لِلعَدلِ في الغبراءِ دولتَهُ
لم يبقَ في ظلِّها للجورِ من رمَقِ
 
أضأتَ في أُمَّةِ التَّنزيلِ أنْجُمَها
أخرجتها بالتقى من ظُلمةِ النَّزَقِ
 
يا خاتمَ الرسْلِ أرجو منكَ مَعذِرَةً
إنْ تاهَ نظمي فَحُبِّي غير مُختلَقِ
 
الحرفُ دونكَ والأشعارُ عاجِزةٌ
كمْ حارَ فيكَ لسانُ الحاذقِ اللَّبِقِ
 
عليكَ أزكى صلاةِ اللَّهِ ماسُحُبٌ
هَمَتْ وما عَبرةٌ سالتْ مِن الحدَقِ
© 2024 - موقع الشعر