عارفة ساعات الدنيا بتفضى - ريمون سليمان

عارفة ساعات الدنيا بتفضي
يتفضى بجد ومش بهزار

كأني بطولي في خوف وف وحدة
في ليل بيطول ما في آخره نهار

طفل وتاه من أمه في زحمة
ورغم الزحمة يموت من الخوف

فجاءة يحس مرار الغربة
من غيرها غريب لو وسط ألوف

يشعر أنه فارقهُ آمانه
حكم زمانه هيبقى وحيد

وخنقة وضيق تجري في شريانه
ويفضل مرمي لوحده بعيد

أصل أمه كانت هي حياته
وردة عمره وشمس نهار

أمه دي أقرب ليه من ذاته
وإن بينه وبينها بلاد وبحار

أمه أصلها مَش أم عادية
دي حضن ومرسى وشط دار

أمه دي لحن وغنوة بعيدة
أمه دي حلم وجنة عمار

حلمه يشوفها بس سعيدة
حتى إن جسمه إتكوى بالنار

أمه دي ذكرى ونسمة رقيقة
دفا في البرد وفِي الأمطار

ضحكة أمه في وسط الضيقة
تطبطب تحمي من الأخطار

حتى إن غابت عنه سنين
حتى إن نسيت إبن شريد

هيفضل مالي قلبه حنين
يوم اللقا مايكونش بعيد

وحتى إن نسيت أمه ضناها
وحبيت بعده أخته وأخوه

هي حبيبته وهو فداها
وهيستنى في حبه تتوه

قدره يعيش في الدنيا يتيم
قدره يقاسي من الحرمان

يقتل شوقه ببطء رحيم
يدبح قلبه مهما اتخان

ما هو مَش ذنبه أنه لَقاها
جوه في روحه بتدي حياة

ما هو مَش عيبه إن لُقاها
بيحضن روحه ويدي آمان

يسأل عقله يقوله إنساها
يسأل قلبه يبكي عشان

حَب حياته يوم ما لاقاها
واتملى بالخوف من يوم نسيان

عارفة ساعات الدنيا بتضحك
ترسم يومي بالألوان

بعد الضلمة شمسي بتشرق
تحضن فجر بنوره يبان

عارفة معاكِ بحس كأني
إني بكلم تؤام روحي

نسخة طبق الأصل لكني
بكشف لها ضعفي وجروحي

حد بعيد وكأنه معاك
ساكن روحك بس هناك

تقسي عليه ينسى ينساك
يشبه قلبك يرضى جفاك

© 2024 - موقع الشعر