الشَّجوُ يغْتالُ الرَّبيعَ - عبدالناصر أحمد الجوهري

للتي تأبى عبوري
أو صعودي للمُحالِ
للتي أضنتْ غديري
واختفت بين التِّلالِ
ما وَقعْتُ العُمْرَ يومًا
في هواكِ يا غزالي
لم تعودي في قصيدي
لم تعودي في خيالي
لم تكوني غير شجوٍ
في حنيني ،و انشغالي
كُنتِ نبعًا في وريدي
كنتِ زادًا في رحالي
كم عشقنا أُمسياتٍ
و انتشينا من ظلالِ
كم لهونا في صبانا
و اشتبكنا في نزالِ
و افترشنا ضحكاتٍ
و اقتسمنا كلَّ حالِ
ما سَلِمنا من غرامٍ
أو خصامٍ ،أو قتالِ
كم صعدنا لشجيراتٍ
.. معًا نحو الأعالي
كم طبعنا قُبْلةً
لم نرْتضيها في امتثالِ
فالبريدُ ارتاح منا
عاشقًا قلب الوصالِ
إنَّ للعشّاقِ .. أمرٌ
سرَّه قيدُ المُحالِ
و الربيعُ ازدان شوكًا
من دعاهُ لاغتيالي ؟!
كنتِ تختالين قربي
أنتِ ما رُمْتِ انتشالي !!
كان قلبي عالقًا
هزَّ .. الجوي صمتُ الجبالِ
ما تحّركتِ لأجلي
ما تحمَّلتِ انفعالي
كيف هان الحُلْمُ يومًا
كيف ولّى في زوالِ ؟!
لي فؤادٌ هام وجدًا
يبتغي طيفَ الجمالِ
لي طيورٌ في الروابي،
لي لحونٌ في اشتعالِ
لو تحبِّين مروجي؛
أُحْرسي عيري و مالي
لمْلمي ما ضاع منّا
و اتبعيني في انتقالي
ذاك جرحي كيف أمسي
مَنْ رماهُ بالنِّبالِ ؟
قاطعيني إنْ تشائي؛
إنَّ قلبي لا يُبالي
لن تكوني من حياتي
غير ذكرى أو سؤالِ
لنْ تعودي غير ماضٍ
ساكنٍ بين الليالي
لن تعودي في القوافي
همْهماتٌ لارتجالي
إنَّ شوقًا في وريدي
ملَّ صبري و احتمالي
لن تعودي إنَّ قلبي
كارهٌ عِشْقَ الضَلالِ.
شعر: عبدالناصر الجوهري - مصر
© 2024 - موقع الشعر