سأعود

لـ ريان الجعفر، ، في غير مصنف، 13

سأعود - ريان الجعفر

سأعود
سأقف على قّمة جبل قاسيون

وأصرخْ بأعلى صوت
أيتها الريحّ الصفراء

من أنتِ لتْعاكسيني؟
من أنتِ لتمنعيني من الأقتراب؟

من أنتِ لتُعلني على قلبي الإغتِراب؟
أيتها الريحّ: الصفراء

سأرفَع الرَّايَةَ السَّوداءَ..
وَاطوِ..

الأَقلامَ..
وَالصُّحُفا..

فَلتَمنَحِ الدَّولَةَ الحَمقاءَ..
سَتِيقنينَ ؛ من أنا؟

أنا الماءُ في السماء
أنا قطرة من دماء الشُهداء

انا سيف الله في صدر السفهاء
لا سلطة تحكمني ولا قضاء!

أنا جيشٌ مِن الحُكماء
أحكم بقلم الشعراء

أنا الفخرُ على وجهِ
أمُ الشهداء

أنا الحب في قلب
الشرفاء

أنا صرخةٌ مِن فَمِ الفقراء
ستخرق أذُنُ الأغنياء

ترتدُ و تقول: يا إيها الداءِ؟
إين الدواء؟

أنا الرصاصةُ في الفناء.
سَأكون في السراء و الضراء

أنا أحرف البهاء
التي جففت أقلامُ الشعراء

أنا الشْوقُ و الكِبرياء
لا يَهُزُني الحُزنُ والبُكاء

أنا الشهيدُ في كلّ عزاء
أقفُ أرددُ الأناشيد

و الرِثّاء!
أنا

أيتها الريح في العراء
الضوء في عَتمةِ الغُرباء

كيف لكِ أن تواجهي
جبلً من العظماء ؟

إذ كنتِ تظنين إني أحد الفقهاء
فعلمي جيداً …

أنني
السهرُ و الضياء

الشعر والشتاء
المَطَرُ و البلاء

الأنسُ في قلوب النساء
أنا الذي أخرستُ كلّ كلبٍ جاءَ

لِلعواء
أنا الثائرُ أمام الأمراء

تُذيبني مَطَراً من بين النساء
يأتيني طيفُها كلّ مساء

يقول في أُذُني بالأمسِ
كنا غرباء!

فما الذي حدثَ يا آله االهناء؟
أستمعي لي أيتها الريح

قوليّ للمُغتَرِبين
رددي خلفي ….

أنتم الأمل الجديد
السلام الوحيد

القاف في القصيد
الودق العنيد

السلام المديد
أنتم الفجر الجيد

ريان جعفر
© 2024 - موقع الشعر