زَفَرَاتُ العَبَرَات

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في الرثاء، 383، آخر تحديث

زَفَرَاتُ العَبَرَات - أشرف السيد الصباغ

صَدَحَ الشَّبَابُ وَقَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ
وَأَصَاخَ سَمْعَ الْكَوْنِ صَوْتٌ يُرْهَبُ

رَحَلَ الصَّدِيقُ عَنِ الدُّنَا فِي لَحْظَةٍ
كُلُّ امْرِئٍ فِي غُرْبَةٍ يَتَرَقَّبُ

هِيَ عِلَّةٌ سَكَنَتْ بِجِسْمِكَ بَغْتَةً
وَهِيَ الَّتِي بِكَ لِلْقُبُورِ سَتَذْهَبُ

شَهِدَ الْإِلَهُ جُمُوعَنَا فِي سَاحَةٍ
رُفِعَتْ بِهَا دَعَوَاتُنَا تَتَصَبَّبُ

ذَرَفَتْ دُمُوعُ الصَّحْبِ يَوْمَ وَدَاعِكُمْ
فَلِحَاهُمُ بِدُمُوعِهِمْ تَتَخَضَّبُ

وَبَكَي التَّمَيُّزُ بَدْرَهُ لَمَّا أَفَلْ
بِمَدَامِعٍ كَسَحَائِبٍ تَتَشَرَّبُ

وَلَقَدْ سَمِعْتُ مَدَائِحًا فِي حَقِّهِ
نِعْمَ الْمُعَلِّمُ جُهْدُهُ يَتَوَثَّبُ

وَصَفَ الصِّحَابُ صَدِيقَنَا بِمَنَاقِبٍ
رُتَبُ الْعُلَا عَنْ ذِكْرِهَا لَا تَرْغَبُ

وَإِذَا رَمَقْتَ عَطَاءَهُ بِعَزِيمَةٍ
أَثْنَى عَلَيْهِ تَمَيُّزٌ لَا يَنْضَبُ

وَقَضَى الْإِلَهُ لِقَاءَنَا فِي عُمْرَةٍ
طَلَبَ الدُّعَاءَ، فَقُلْتُ: ذَا مَا أَطْلُبُ

أَصَدِيقَنَا فَلَقَدْ حَيِيتَ بِبَسْمَةٍ
تَحْنُو عَلَى النَّشْءِ الصِّغَارِ فَتَعْذُبُ

أَلْبَسْتَهُمْ تَاجَ الْعُلَا بَيْنَ الْوَرَى
وَكِتَابُ رَبِّي نِعْمَ زَادٌ يُصْحَبُ

فَرَحَلْتَ عَنْ صَحْبٍ يَعِزُّ عَلَيْهِمُ
كَأْسُ الْمَنَايَا لَا مَحَالَةَ تُشْرَبُ

فَانْثُرْ حِمَاكَ عَلَى بَنِيهِ إِلَهَنَا
وَاحْفَظْهُمُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ يَقْرَبُ

وَاشْمَلْهُمُ بِعِنَايَةٍ وَتَوَلَّهُمْ
يَا رَبَّنَا فَجَمِيلُ فَضْلِكَ أَرْحَبُ

وَاغْفِرْ لِعَبْدِكَ مَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ
وَاجْعَلْهُ مِنْ طِيبِ الْجِنَانِ يُطَيَّبُ

وَقَضَى الْإِلَهُ بِحِكْمَةٍ أَحْكَامَهُ
وَالْمَرْءُ فِي أَقْدَارِهِ يَتَقَلَّبُ

كُتِبَ الْمَمَاتُ عَلَى الْعِبَادِ بِلَا مِرَا
وَشُمُوسُهُمْ لَا بُدَّ حِينًا تَغْرُبُ

رثاء / أشرف السيد الصباغ

مناسبة القصيدة

فِرَاقُ صُحْبَةِ الْخَيْرِ مِنْ أَعْظَمِ الْبَلَاءِ، وَمِنَ الأَصْحَابِ مَنْ لَا يُنْسَى أَثَرُهُ وَإِنْ طَوَاهُ الثَّرَى، فَذِكْرَاهُ فِي الْقَلْبِ تُنِيرُ الدَّرْبِ، أَسْأَلُ اللهُ لَنَا وَلَهُمْ الْمَغْفِرَةَ. ( بحر الكامل )
© 2024 - موقع الشعر