صَدَحَ الشَّبَابُ وَقَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ
وَأَصَاخَ سَمْعَ الْكَوْنِ صَوْتٌ يُرْهَبُ
رَحَلَ الصَّدِيقُ مِنَ الدُّنَا فِي لَحْظَةٍ
كُلُّ امْرِئٍ فِي غُرْبَةٍ يَتَرَقَّبُ
هِيَ عِلَّةٌ سَكَنَتْ بِجِسْمِكَ فَجْأَةً
وَهِيَ الَّتِي بِكَ لِلْقُبُورِ سَتَذْهَبُ
شَهِدَ الإِلَهُ جُمُوعَنَا فِي مَسْجِدٍ
رُفِعَتْ بِهِ دَعَوَاتُنَا تَتَصَبَّبُ
ذَرَفَتْ دُمُوعُ الصَّحْبِ يَوْمَ وَدَاعِكُمْ
فَلِحَاهُمُ بِدُمُوعِهِمْ تَتَخَضَّبُ
وَبَكَي التَّمَيُّزُ نَجْمَهُ لَمَّا أَفَلْ
بِمَدَامِعٍ كَسَحَائِبٍ تَتَشَرَّبُ
وَلَقَدْ سَمِعْتُ مَقَالَةً فِي حَقِّهِ
نِعْمَ الْمُعَلِّمُ جُهْدُهُ يَتَوَثَّبُ
وَصَفَ الصِّحَابُ صَدِيقَنَا بِمَنَاقِبٍ
رُتَبُ الْعُلا عَنْ ذِكْرِهَا لا يُرْغَبُ
وَإِذَا رَمَقْتَ عَطَاءَهُ فِي فَصْلِهِ
أَثْنَى عَلَيْهِ تَمَيُّزٌ لا يَنْضَبُ
وَقَضَى الإِلَهُ لِقَاءَنَا فِي عُمْرَةٍ
طَلَبَ الدُّعَاءَ، فَقُلْتُ: ذَا مَا أَطْلُبُ
" أَمُحَمَّدٌ " فَلَقَدْ حَيِيتَ بِبَسْمَةٍ
تَحْنُو بِهَا عَلَى الصِّغَارِ فَتَعْذُبُ
أَلْبَسْتَهُمْ تَاجَ الْعُلَا بَيْنَ الْوَرَى
وَكِتَابُ رَبِّي نِعْمَ زَادٌ يَصْحَبُ
فَرَحَلْتَ عَنْ صَحْبٍ يَعِزُّ عَلَيْهِمُ
إِنَّ الْمَنَايَا لا مَحَالَةَ تُرْكَبُ
وَلَقَدْ دَعَوْتُ اللهَ فِي عَلْيَائِهِ
يَحْمِي بَنِيهِ كُلَّ سُوءٍ يَقْرَبُ
وَاحْفَظْهُمُ بِعِنَايَةٍ وَتَوَلَّهُمْ
يَا رَبَّنَا فَجَمِيلُ فَضْلِكَ أَرْحَبُ
وَاغْفِرْ لِعَبْدِكَ مَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ
وَاجْعَلْهُ مِنْ طِيبِ الْجِنَانِ يُطَيَّبُ
وَقَضَى الإِلَهُ بِحِكْمَةٍ أَقْدَارَهُ
وَالْمَرْءُ فِي أَقْدَارِهِ يَتَقَلَّبُ
كُتِبَ المَمَاتُ عَلَى الْعِبَادِ بِلا مِرَا
إِنْ أَشْرَقَتْ شَمْسٌ لا بُدَّ حِينًا تَغْرُبُ
رثاء / أشرف السيد الصباغ
تعليقات الزوار
- كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع الشعر.
- بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
- إدارة موقع الشعر لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.
- لتواصل مع ادارة موقع الشعر إضغط هنا.