هاكم خذوا أملا

لـ مرتضى فيلي، ، في الغزل والوصف، 76، آخر تحديث

هاكم خذوا أملا - مرتضى فيلي

هاكُم خُذوا أَمَلًا فِي القَلبِ لَم يَزَلِ
جَرَت علَيهِ هُمومُ النَّفسِ والعِلَلِ

هاكُم نظامِي، أذيعُوا في مَحبَّتِهِم
وطَأطِئُوا الرَّأسَ عنِّي حِينَما تَصِلِ

ولِي قَوافيَ فِي طَيِّ السَّحَابِ لهُم
فَدقِّقُوا فيهِ إِطلَالٌ مِنَ الغَزَلِ

بَينِي وبَينَهمُ ما يعلمُونَ بهِ
عِشقٌ يُبَرَّءُ عن نَقصٍ وعَن خَلَلِ

إني ليُشفِيَنِي لَمحٌ لمَطلَعِهَا
وطالَمَا شُفِيَ المُشتَاقُ بالمُقَلِ

والمَرءُ يَحتَالُ إِنْ جَلَّت مَقَاصِدُهُ
ورُبَّمَا يَصِلُ المُشتَاقُ بالحِيَلِ

فالخَلقُ بالخَلقِ والدُّنيا مُعايِنةٌ
والوَصلُ يُذكَرُ، والأشواقُ تَنتَقِلِ

تَبَايُنٌ، يَسحَرُ الأَلبابَ زِينَتُهُ
مكنُونُهُ جَوهرٌ في القَولِ والعَمَلِ

وشُتِّتَ الحَالُ بالتَّأنِيبِ مُحتَمِلًا
وإنَّ جورَ الليَالي سَالفُ الأَجَلِ

قُرَّتْ بهِ أعيُنِي الرَّمدَاءُ وابتَسمَتْ
واللُطفُ يَنثُرُ مِنهَا سِحنَةَ الخَجَلِ

يا مَن يُقارَنُ باليَنبُوعِ مَنهَلُهُ
ويَمُّ خَيرٍ برَاهُ اللَّهُ مِن عَسَلِ

مُزدَانةُ الجَفنِ لَا يَنفكُّ مَصرعُها
يُبدَّدُ العَقلُ فِيهَا، هَيئةَ الثَّمِلِ

أنظُر إلَيهَا، تَرى مَا لا ترَى يَقظًا
كَأنَّهَا حُلمًا بٱلحَقِّ مُتَّصِلِ

لَا يُحرِزُ الأَمَلَ الأَعلَى خَلَا رَجُلٍ
يَشُجُّ هَامَ الرَّدَى لأَعيُنِ الأَمَلِ

© 2024 - موقع الشعر