قصيدة " سيزيف" من ديوان نطفة حدس

لـ برادة البشير عبدالرحمان، ، في غير مصنف، آخر تحديث

قصيدة " سيزيف" من ديوان نطفة حدس - برادة البشير عبدالرحمان

سِيزِيفْ
 
*******
 
سيزيف...
حكيم أنت يا سيزيفْ
أم توءم قسوة
للتفاهة رديفْ ؟
********
أراك سيزيف
حكيما
برؤيا نبيّ
حصيفْ
********
و ما عناق
حجرٍ غفلٍ
سوى
أمر سخيفْ
*********
وهل مثلك سيزيف
ينتشي
بلعبة السيف
يرافق الجَلَدَ
في برودة...الحيفْ
********
وهل مثلك يَخْلُدُ...
حبيس فراغ
بألف تجويفٍ...
وتجويفْ ؟
********
وهل مثلك يا سيزيفْ
يدمن التكرار
ينقش الرّتابة
بدم ... قلبٍ...
عنيفْ ؟
********
أرى حكاية الإغريق
في حقِّك...
سيزيفْ
وهْماً مُجدفّاً
مَسّاً...وتخريفْ...
******
فهل يليق
بحكيم مثلك
يا سيزيفْ
إدمانَ القرف
بهذا الشكل...
الكثيفْ ؟...
*******
وهل يليق
بمثلك
توظيف العبث
في حياة الإنسان
كَنَهجِ...أَلِيفْ ؟
*******
وهل يعقل
لمثلك
يا سيزيف
أن يرضى
للإنسان
نحت زمان اسْتلابٍ
يجالس فيه
العقلُ عبثاً...
كحَليفْ ؟
********
أرى قراءة الإغريق
قراءةَ معتوه...
وتأويلَ بليد...
ينسج الزيفْ
يستر عورة الجهل...
بخيوط التحريفْ
*******
رسموا لك
يا سيزيفْ
طريقا... صراطا
كطريق الأشباح
نازل...
صاعد...
كَوَهْمٍ واعدٍ
يَرْصُف بلاط الشقاء
بالتّسويفْ
*******
وعدٌ يكرر الوعدَ
يُمنِّي الوعي
بلوغ قمة السراب
يخاله المخدوع
كجديدٍ ...
طريفْ
********
سيزيف
حكيم أنت يا سيزيف
أم توءم قسوة
للتفاهة رديفْ ؟
*********
و الحكمة
كما تحياها
يا سيزيف
هي كما أراها
حسٌ...مرهف
ورأي... نظيفْ
*******
وعقل...شفاف
عُمقه
يعادي طريق الظَّنِ
يُجرّف
وَحَلَ التزييفْ
********
فكيف ترضى
بقَدَرٍ عابث
ينسخ ذاته
كحلزون دَوَّامة...
عاصف...مُخيفْ ؟
********
كطريق الجحيم
بِنَدى العيون...
الشقيَّة...
مرصوفْ
يجرح خواءً ....
يُديمُ النزيفْ
********
سيزيفْ يا سيزيفْ
أرى
أن عيب الإغريق
في تشخيصِ...تجريدْ ...
بإزميلِ
نحاتٍ
سجينَ...خيالٍ
ضعيفْ
********
النسيان عيب
يخصُّ
تلامذة الإغريق
فهل تُنْسى
دروس "صُورْ"...
تراتيلُ النيل...
وتعاليم بابل و آشورْ...
نبع حكمة ... و تعريفْ
*********
وأنّ اليراع...
أداة حدسٍ
وأنَّ الريشة ...
تقارب ... مُجَرَّدا
بعيدًا ...
يَعِزُّ على الحَجَرِ الغُفْلِ
يجهل كُنْهَ...
رمزٍ...لطيفْ ...
*********
لا يحلّق
في الأعالي
سوى...ريشةُ ... قَلمٍ
بجناح. .. حدسٍ
و ألفِ جناح
شفاف...خفيفْ
********
خطاب الرموز
في الشرق
يا سيزيف
لا يناله حجرٌ غفلٌ...
بل صرحٌ شامخٌ ... مُنيفْ
*********
لسان وصالٍ ...
مُلهمٌ
يُضيفُ...ويُضيفْ
للعقل خصوبة
من دهر... أو يَنِيفْ
**********
خطاب الشرق...
يا سيزيف... منظومةٌ :
كتفاحة حواء
رمزُ إغواء
أعلنَ ...
ميلادَ وعيٍ عفيفْ
********
كحية جِلْجامْ
تصف الترياق
شفاءً
يذيب آلام الكهوف
تَنْقُش حلم الخلود
في الوعي العميق
بطيف روحي... شفافٍ ... نحيفْ...
******
كالحلم يهدي الإنسان
زِمامَ المصير
بعد معاناة
في درب الحياة
كضَيفْ
********
كيومٍ طَرْوادِيٍّ
أطولَ من زمن
"بَتَّاحْ"
يُخلدُ "مينونْ"
بدموع
آلهة الصباح
نَدًى
على خدود اللُّوتُسْ
لحُرقة الموت
تَخْفيفٌ...
و تلطيفْ ...
********
كأسد...
بضفاف "بَرَدَى"
يرمز لإغواءٍ ...
إغواءُ "ليلى"
تَسْحُر
عين البصير
تنير بالشبقِ
ليل الكفيفْ...
********
كخصوبة الكون
يُشخصُّها
نهدٌ... و ألف نهدٍ
يَحُفُّ ... كَيانَ "أَفْروديتْ"
يعيد ربيعاً...
بعد... خريفْ ...
********
كسَطوة الموت تحومُ
بجناحَيْ صقرٍ
في الفضاء...
فضاءُ رياض الحياة...
يرسم ظلاَّ...
مُخيفْ ...
********
كدورة الغَدْرِ
كدوامة الغَيْرَة
تُنزل "يوسف" إلى قرار الجبِّ...
لا يملك...
قِطْميرَ ... رغيفْ ...
*********
و تُصعد الضعيف
إلى سُدة العرش
لشؤون الحُكم
تدبيرًا...
و تصريفْ
********
كبيضة
في يد ملوك الشرق
تحكي،
كما حكت "ماما"
عناء السلطة
تجعل التكليفَ
فوق ... التشريفْ ...
********
كذلك أنت
يا سيزيفْ
كنت دوما
رمز قوة العقل
للحقيقة...
وصيفْ ...
********
سيزيفْ...
أنت رمزٌ...
رمزُ التحدي
بوعي الإنسان
في حاجة...
لتعريفْ ...
*********
أنت رمزُ
تناسلِ نور العقل
يُحيل الكهوف
أفُقًا مكشوفا
بألف بُعدٍ... نظيفْ
********
أنت رمزُ...
إبداعٍ
يصنع الحق...
ينسج الحقيقة
من نور...
ذاتِي ... التأليفْ ...
*******
زمانك سيزيفْ
حلَّقَ...بعيدا
بعيدا
في فضاء الخلق
لآدم ... تثقيفْ
********
زمانك سيزيفْ
أحال الإنسان
صانعا... وعارفا
بعد أن صار
لسارقِ "الشعلة"
عاشقاً ... وحليفْ
********
صعودك سيزيفْ
رمزٌ... كَنُزولك:
صعودك سيزيفْ
يرمز لِوَثْبَةِ العقل
نحو المُجَرَّد
ينحت مقولات
التَّصْنيفْ ...
********
وما نزولك
يا سيزيفْ
سوى
رمز رواسبَ المحسوسْ
في عقل الإنسان
تعيد الوَعْيَ
بعد تعالٍ
إلى حضيض ... الرصيفْ ...
********
بفضلك سيزيف
أصبح للعقل
دراعاً
عملاقا
تجوب الأعالي...تطوفُ...كَطيفْ...
*******
تجوب أرجاء زمانٍ
سحيقْ
بالكون...
بالذَّرة...
بالخلية...
والوادي العميق...
يفيضُ...
بندى رقيق...
طفيفْ ...
*******
سيزيف...يا سيزيف
حكيم أنت
و برؤيا... نبي...
حصيفْ
*******
سيزيف
يا سيزيف
أنت
"سُو"...
و"زُو" ...
و"آب" ...
رموزُ...تعظيمٍ...
وتشريف ...
*******
ألا تدري ؟
يا سيزيفْ
أن تلامذة الشرق
في "أثِينَا"
نحتوا "إِسْمَكَ"
من حروفِ بيتِ القداسةِ:
"قوة" ...
و"حكمة" ...
و"بيت" ...
من رموز "سُومَرْ"
كأداة تعبير و تأليفْ...
**********
فاس في 18/11/2018
© 2024 - موقع الشعر