قصيدة هديل العشق بغرناطة من ديوان نجوى العشق - برادة البشير عبدالرحمان

هديل العشق بغرناطة
 
***************
 
تَئِنُّ ... أذني...
كأي غرناطي ...
كأي "موريسكي"
كَأُمي ... كأَهْلي ...
كصرحٍ ... كصروحٍ
بالأندلس ...
أمست في "ركن" الزمن
مطروحَه ...
*********
 
"يتلوى" ... وجداني
ألمًا ...
أَنْ أمست رياضُ
أهلي ...
مزارا ... بعد حياة ...
حكاية ... تُمْلَى ...
على سائح ... شُروحاَ
*******
 
آه ... آه ... تم آه ...
حين تتمدد "اَلْآهُ"
في حنجرةٍ ... غرناطيةٍ
تُدْمي ... قلبا ...
وتُبكي ... روحَا...
**********
 
آه ... آه ... تم آه...
حين تذوب "اَلْآهُ"
في لسانِ اندلسيةٍ
تعانق ... الذكرى ...
جبلا ... وسفوحَا...
*******
 
لا يتأوه ... عاشق ...
بلسان ...
بعين ...
إلا ... إذا كان الفؤاد...
بالغُبِن ... مجروحَا...
*****
 
 
وهل مِنْ جُرحٍ ...
أبلغَ ... في النفس ...
ارتداءُ ... قومي ...
قهرا ...
بالأندلس ...
"مُسُوحَا"…
******
 
لا تبكي ... روحٌ ...
باستعارة ... عينٍ ...
باسْتِدْرارِ... دمعٍ...
سوى...
حين ... يغدو الصوت ...
مبحوحَا…
***********
 
 
 
كلما ... رفعت عيني ...
لدَوحةٍ...
"لِقَرْمِيد"ٍ...
عانقتني ... حمامة ...
مثلي ... باكية ...
في حوار ...
تُلحُّ ... أن تنوحَا
*****
 
فلا يُسعفني ... أُصبعا ...
بأُذْنِي ...
فالجرح ... أعمق ...
فكيف لي قمعَ ...
أنِينًا ...
إِن فاض عن ضفاف ...
الروح ... شلالا ...
جَموحَا ….
*******
 
 
هديلك... حمامتي ...
يردد ... إيقاعا ...
بوجداني ...
وصلة ... بروحي...
جف لها لساني ...
فما... رواني "ماء"...
كأنَّ ماء الأندلس ...
بعد هجرها ...
من صفيحة ... الزلال ...
أمسى... مَمْسوحَا…
*******
خاطبتُ ... حمامتي...
أنا ... مجروحٌ ...
وهديلك ...
يزيد روحي شروخَا...
فَأَبَتْ إِلا ... أن تسكن...
وجداني ...
بهديل... الأَنينِ ...
لحوحَه
*******
يطوف بي ...
هديلها ...
تذكرني... يوم كانت...
تراقص ... مياسة...
ماءَ ... النوافيرِ...
نوافيرُ أرجاء "العريف" ...
مُفْعمةً شوقًا
وطموحَا
*******
 
يطوف بي ...
حنينها ...
فَتَعُمُّنِي ... قشعريرةٌ ...
وحَمَّةُ ... شوق ...
تعلو ... خَدِّي ...
قانيةً ...
لا تتوسَّلُ ... وُضوحَا...
*******
 
 
كأَنَّ ... بَوْحَ ... حمامتي...
يردد ... زَفْرَةَ الصَّغير ...
ورعشتها ...
تحكي ... رقصة ... "قِيلٍ" ...
أمسى ... بِيَدِ حَقودٍ ...
مدبوحَا
******
 
هديلك ... حمامتي ...
يردد ... أصوات "اعْتِمَادْ"
يداعب ... أشعارَ ...
"وَلَّادَة"
لا ... مَرحًا ...
فمن ... بِقَلْبِه ... غصةٌ ...
كان ... لعاطفة الألمِ…
"جَنوحَا" …
******
 
 
 
رجعت ... "للنَّزْلِ"
وقلبي ... ممتنع ...
كَأَنَّه ... يأبى ... النزولا...
ما ... نِمت ...
ما... نام ... وجداني ...
وهديل ... حمامتي ...
يحتل ... النفس...
كما احتل الأغيار ...
لأسلافي... صُروحَا…
********
 
وَعُدْتُ ...
بعد... ليلة ... بيضاء ...
أَنْشُد... في عمقي...
"وصلةَ" ... أبي فِراسْ ...
فهاجت ... حمامتي...
رافعةً جناحًا ...
ترفض ... إِلَّا... أَنْ ...
تَبوحَا…
********
يقينا ... حمامتي ... مثلي ...
لم تنامي ...
كلانا ... بالشوق...
للقاء ... باتَ...
يَكِرُّ سَبْحَةَ ... الآنات ...
يمتصُّ... مرارة الصبر...
يتلهف ... شعاع الشمس ...
كي... يلوحَا...
**********
كأنها... قرأت... ما بعيني ...
كأنها... تناجي... روحي...
مرددة...
لن أنساك ... لن تنساني ...
فَجِينَتي ...
تكتنز أناشيد "اعتماد" ...
أشعار ... "وَلَّادَةْ" ...
وابنِ زُمْرُكْ
إيقاعها ... في هديلي ...
كنور الشروق ... صَبوحَا ...
******
كيف ... لرقيقٍ مثلي...
في حساسيتي ...
بعد... قتل ...
بعد... هجر ... وجبر...
أن يجعل "الفؤاد" ...
سَموحَا...
*****
 
كم "عابر" ...
مِنْ عَدْوَتِنَا ...
لفضاء الأندلس ...
عابر... بهمٍّ ...
عابر ... بغمٍّ...
توسل ... صلاةً للذكرى...
بقرطبة ...
و "لاَؤُهُمُ" ...
تَنْفِي ... توددا ...
نصوحَا…
******
 
كفاني ... حمامتي...
كفاكِ... يا صنو روحي...
وَشَلًا في هديلٍ ...
من أعماقكِ ...
من أعماقي ...
هَدرا ... مَسفوحَا…
******
 
يُدغدغ ... هديلها ...
أعماقي ...
كأنها ... تقول...
كيف... أُكَفْكِفُ دمعًا؟...
دمعا ... يسقي أرض ...
أسلافي...
وهل ... أملك منعَ...
أريجَ ... الياسمين ...
أنْ يفوحَا….
*********
 
 
لقد ... أدميتِ حمامتي...
القلب ...
بَلَغَ الجرحُ ...
بعد العظم "نَقِيَّا"
ألا ... ترحميني...
فَالْتَقِطُ ... أنفاسا ...
تُجيبني ... حمامتي ...
لاَ يَعِي ... عُمق الجريح ...
سوى ... من اكْتسى...
جُروحَا
********
 
تقول ... حمامتي ...
إيَّاكَ ... أن تهجرني ...
فمن ... غَيْرُكَ شاعِري...
يُدركُ ... نجواي ؟ ...
بِذَوْقِ ... أهل "العريف"...
رِقَّةً ... و نُضُوحَا ؟
******
 
قلت... "لها" ...
أليس ... بعَدْوَةِ الأندلس...
بعد "العُرْبِ" ...
من شاعرٍ...
يا حمامتي ؟...
ما كل شِعر ...
تقول حمامتي...
برقةِ ... أهل الضاد...
عمقا ... بالنفس ...
إشراقا... بالروح...
و وضوحَا…
*****
أليس الشِّعر ... يا حمامتي ؟...
لغةً كونيةً ...
كحليب ... الأمومة ...
كبسمة ... الطفولة...
كهديلكِ ...يشق ... الفؤادَ...
يسكن ... الروحَ ...
مَمدوحَا …
********
تَهيجُ ... حمامتي ...
تَقفزُ ... من هُنا ...
إلى هناك ... هُنالِك ...
تنوحُ ... تبوحُ ...
مَنْ... ذاقَ شِعر أنثى الضَّاد ...
في الشرق ...
فكيف بالأندلس ...
عن ذَوقهِ ...
يأبى نزوحَا ؟…
******
تصيحُ ... حمامتي... راقصةً ...
أَخْبَرَني ... "السُنُونُو"
أَنَّ "طائرَ القدس"
هَجَرَ... الهَجْرَ...
فحياتي ... بغرناطة ... ذِكرى ...
وهل ... مَن عانق الحياة ...
يُبارح الذكرى...
و عُشُّهُ للغازي ...
أَمْسَى مَفتوحَا ...
******
مِنْ دَهْرٍ ... حلَّقتْ
حمامةٌ ...
من سفينة الطوفان...
حالمةً ... بتلةِ ... إنقاذٍ...
تناجيني...
حمامة غرناطة ...
هل ... لي بحُلمٍ...
يُسعف... قومي من طوفان...
فيبعثُ ... لنَا ... نُوحَا...
*******
كم ... عانقت ...
"حَاءَ" العروبة ...
في ... لذةِ ... الوصال ...
شِعرا...
و هديلك ... حمامتي ...
"أَنْكَى" ... جِراحِي ...
فَأَنَّتْ رُوحي
ب"آح" الأَلَمِ ...
بَعْدَ ... فرحٍ ... و بحبوحَه ...
© 2024 - موقع الشعر