ثرثرة الريح - سعاد الكواري

امهلني
دقيقةً أو نصفَ دقيقةٍ
لألملمَ أطرافي وأشيعَ جسدي
نصف دقيقةٍ فقط
كي أستمعَ لخريرِ الماءِ
وهو يندفعُ من بين يدي
أستمعُ لثرثرةِ الريحِ
ولضجيج العاصفةِ
***
ما إن أغلقُ الأبوابَ
الأبوابَ الصارمةَ
المهزوزةَ
المغلقةَ
المفتوحةَ
حتى أخرجَ مني
وأثرثرَ حتى الثمالةِ
يا أصدقائي التعساءَ
هاهي المدينةُ تنامُ
وعيونُ المتطفلين
فانزلوا قليلا لنتسامرَ معا
لننصتَ إلى موسيقى الغجرِ
ولعزفِ الماءِ
يا أصدقائي التعساءَ
تعالوا لنشعلَ ناراً خفيفةً
ونتسامرَ
عِمْتَ مساءً أيُّها الجرحُ
عِمْتَ مساءً
طاحونتكَ لا زالتْ تدورُ
قلوبنا معلقةٌ بخيطٍ رفيعٍ
ورأسنا عارٍ
عِمْتَ مساءً أيها الألمُ
أقدامكَ مغروسةٌ بقوةٍ في قلوبِنا
فلا تُغرِ أشبالَ الوجعِ
وقطعانَ الضوءِ نحو هاويتِكَ العمياءِ
© 2024 - موقع الشعر