العبـــــــــــور - سعاد الكواري

كانوا ينتظرونَ مرورَ الشمسِ
من فوق بيوتهِم ليخرجوا
ينتظرونَ أن تغطسَ في المحيطِ
وتنطفئَ كقطعةٍ ملتهبةٍ
وأنا ألملمُ أغطيةَ المساءِ
وأعلقها على أغصانِ الليلِ
أهتفُ لموكبِ الضوءِ كي يتمدَّدَ
كنتُ أصرخُ للفلواتِ النائمةِ بسلامٍ
لتنظرَ من خلفِ رأسي
فربَّما رأيت أجراساً معلقةً في الهواءِ
أو جنودا مُجندين لخدمتِها
ربما رأيت أشياءَ لم أرها من قبل
ربما رأيت ما لم أرهُ حتى الآن
***
البحرُ غاضبٌ
لأنني رميتُ فيهِ طفولتي
وشبابي أيضا
وسأرمى فيه ما تبقى من عمري
البحرُ غاضبٌ
القاربُ يتأرجحُ وسطَ أناملهِ
القاربُ الخشبيُّ يقاومُ ضرباتِهِ
وأنا أحُلِّقُ
هل ثمةَ قاربٌ حقَّا ؟؟
كانت المدينةُ ترتدي حلةً زاهيةً
ترتدي الفوضى
وهم ينتظرون عند الشرفةِ
وجوههم تنعكسُ على مرآةِ الشارعِ
وجوههم البيضاويةُ تسيحُ على الجدرانِ
وأنا أحُلّقُ تاركةً جسدي بين أناملِ ريح ٍ
هل ثمةَ ريحٌ حقَّا ؟؟
هل ثمةَ ريحٌ تتسكعُ بين الأبوابِ المفتوحةِ؟؟
هل ثمةَ أبوابٌ مفتوحةٌ ؟؟
أيتها الكراسي المصفوفةُ تحركي
أيتها الكراسي مللتُ الوقوفَ فاحضنيني
لم أعدْ أستطيعُ المسيرَ خلف الحافلةِ
لم أعدْ أستطيعُ الجري
احضنيني أو اسجنيني لا فرقَ
فالطريقُ طويلٌ وأنا كسيحةٌ
© 2024 - موقع الشعر