الــملاك - سعاد الكواري

لماذا ذهبَ المساءُ ..
وتركَ بصماتِهِ على جُدراننا ؟؟
ذهبَ فأدركنا ..
أنَّ الليلَ سيكون طويلا
زنوجٌ منتصبون عند الشجرةِ
يتوسطهم أسدٌ ضخمٌ
أتشجَّعُ وأقذفهُ بقطعةِ لحمٍ
ثمَّ أدخلُ العرينَ
زنوجٌ منتصبون عند البابِ
أزحزحُ الأغصانَ وأخرج ُ
فتتبعني أفعى
أدخلُ وأخرجُ
أخرجُ وأدخلُ
لا الزنوجُ يتحركونَ
ولا الأسدُ ينهضُ
هي الغيبوبةُ ..
الحكاياتُ التي سمعتُها ونسيتُها
البيوتُ التي تركتُها مفتوحةً على الفوضى
الأثاثُ المبعثرُ
الفلواتُ الواسعةُ
هي الغيبوبةُ
ما كانَ الضجيجُ الذي سمعتهُ الليلةَ الماضيةَ..
ارتطامَ زجاجاتٍ فارغةٍ بالأرضِ
كان النومُ يسوقُ أغنامهُ
وكنتُ أتبعُها
بعينين نصف مغمضتينِ
وذهنٍ مستيقظٍ
أتبعُها وأنا ممدَّدةٌ على سريرٍ خشبيٍّ
أرى سورَ الصينِ العظيمَ
يتفتتُ تحت أقدامِ الغزاةِ
أرى برجَ إيفلَ بالمقلوبِ
فألتقِطُ صورةً ملونةً لمدينةٍ ساحليةٍ
شاهَدْتُها في الحلم الليلةَ الماضيةَ
على بعد نجمتين وزاويةٍ وحدي
أرى السحرةَ وهم يمرون فوق الجسر
أسمع غِناءَهم وضجيجَهم
عندما يعبرون المقبرةَ
ويدخلون الأزقَّةَ المعتمةَ
الشجرةُ ستركعُ معي
إذن فليسمحْ لي ملاكُ النومِ بالدخولِ
وليمنحني قبعتّهُ لأغمضَ عيني قليلا
فربما أنامُ
© 2024 - موقع الشعر