المنـعـطف - سعاد الكواري

كعادتي دائماً
أبدأ يومي بالهذيانِ
شارعٌ ومدينةٌ
قطةٌ تائهةٌ
ألمٌ وجرحٌ و انتظارٌ
مسافةٌ طويلةٌ
يلمعُ نورٌ خفيفٌ في نهايِتِها
الآن يمخرني الضجرُ
لا الضجيجُ يملؤني ولا الهدوءُ
لا الدقائقُ المعلقةُ من قدميِها
ولا الجيادُ الطليقةُ
يا صدرَ المنعطفاتِ المتداخلةِ
غريبةٌ أنا
لا الدارُ داري
و لا الطريقُ طريقي
هذهِ الوجوهُ التي أراها منذ الطفولةِ
تتمازجُ ، تتخالطُ
تغيبُ ، تبزغُ
تتكاثرُ ، تتضاءلُ
تتمدّدُ ، تنكمشُ
تتجهُ نحو العدمِ وتأخذني معها
مسلوبةَ الإرادةِ والقرارِ
***
انهدمَ الجدارُ
رمالٌ كثيرةٌ تراكمتْ
أجسادٌ تظاهرتْ بالموتِ
تَخَلَّتْ عن ملامحِها
وتقمَّصتْ ملامِحَ تشبهُ الشَّجَر
أو ربُّما تشبهُ الزوبعة ومضتْ
لم تتركْ خلفَها أيَّ أثرٍ يدلُّ عليها
لم تتركْ حتى صدى ارتطامِها بالرصيفِ
لكنَّها دخلتني
نثرتْ غُبارَها بين زواياي وماتتْ
© 2024 - موقع الشعر