مصارعة الثيران - سعاد الكواري

المشهد الأول :
 
يحمل مسدسا معبأ بالرصاص
يختبئ خلف جذع شجرة يتربص بالمارة
يركب صبي دراجة بثلاث عجلات
يعلق على الكرسي الخلفي بالونة حمراء
كان ينبغي أن يقطع الشارع إلى الجهة الأخرى
لكنه توقف وراح يحدق
كأنه كاهن أزعجه ضجيج المدينة
يحدق في الفراغ
فانطلقت الرصاصة من فوهة مجنونة
كان ينبغي أن يقطع الشارع إلى الجهة الأخرى
إلى حديقة الانتظار
كان ينبغي لكن الرصاصة
احترقت صراخه المتقطع
 
المشهد الثاني :
 
امرأة بجسد نحيف تتجول وسط المدينة
كان ينبغي أن تدخل إحدى البيوت
تدخل متجرا للعطور
متجرا للأقمشة المستوردة
لكن الرصاصة اخترقت صراخها المتقطع
 
المشهد الثالث:
 
كانوا مذهولين تلفهم الصدمة
المرأة الريفية الرجل السكير الصبية العاملون في الورشة
لأنها أشعلت أطراف الإطارات بشمعة عيد ميلاد ملونة
تغطت بشظايا الزوبعة ونامت
أيتها الأظافر المقوسة
حان الوقت لان تنغرسي في جثث بلا رؤوس
تلوثي الأسقف والجدر
فلم تكن الخطيئة الأولى إلا مشهدا من مسرحية
***
لم تكتمل بعد
أيتها العنيدة المتهورة
أيتها الأظافر القاسية
كان يجب أن تنزلقي إلى الأسفل
لكنهم وقفوا كالجدار صفا واحدا
أقدامهم تضرب الأرض بعنف
خيول الخيال تركض
ولا شي آخر يعيد حالة البؤس تلك
إلى حالتها المعتادة
***
 
المشهد الرابع:
 
أشعلت الملابس بالشمعة ذاتها
احتشد الجميع
أية ذاكرة تحاولين إن تفتتيها
أية نهاية تعيسة تحاولين أن تختمي بها
فصولك الأخيرة
الآذان صماء
العيون شبه مغمضة
الأجساد ذابلة
ولا شي آخر يعيد حالة البؤس تلك
إلى حالتها المعتادة
 
المشهد الخامس :
 
آخر الشارع ينحدر إلى أطراف بحيرة
ركعتْ على ركبتيها
المرأة الريفية صرخت بقوة
الصبية انتشروا في وسط الساحة
حدقت بكبرياء مطعونة
ثم استسلمت لأنامل النار
ينتشر فوق جسدها المعلب
بأطراف الشمعة ذاتها
شمعة عيد الميلاد الملونة
 
المشهد الأخير :
 
كان ينبغي أن يستمر المشهد حتى النهاية
لولا أن أحدا ما ..
قطع الحبل فسقطت الستارة
وانتهت المسرحية
© 2024 - موقع الشعر