الأبواب - سعاد الكواري

عندما حاصرتني خيولُ الغروب
كنتُ مفتونةً باحمرارِ الأفق
أتفحصُ أغطيةَ الضوءِ
فوق حدائقِ كراستي
أتخيّلُ تلكَ المسافةِ
بين قراصنةِ الوقتِ والشمعةِ الذابلة
أعرّي الستائرَ ناشرةً ضوءها
فوق حشرجةِ الطرقاتِ
أحنّطُ نفسي كهمسِ السنابلِ
ثمَّ أذوبُ على متحفِ العمرِ
رافضةً أنْ أشاطرَ تلك البيوت تناسلها
وهي في أوجِ فورتها
تعودُ لتهدمَ ضلعَ الخطيئةِ
تدمي عواصمَ غربتها
ثمَّ تهرمُ فوق خنادقَ
مكتظةٍ بالدماءِ
تسيلُ على سادرِ المنحنى
***
كلما ذبلتْ عزلةُ الكلماتِ العليلةِ
أذبلُ فوق قميصِ المدى
ثمَّ أعبرُ نصفَ الطريق
أعبرُ الطرقاتِ القديمةِ
حاملةً جثةِ العثراتِ
أصرخُ مطرودةً من جنونِ المرايا
أحملُ أشلاءَ حزني
أحملُ كلَّ المداراتِ
فوق سواعدِ وهمي
أدنّسُ أزمنةَ هاربة
البروقُ التي تتحدى عباءةَ صمتي
تهفو على نشوةِ الحلمِ
تسبقني دائما وتسدُّ فضاءَ الخلودْ
© 2024 - موقع الشعر