غضب

لـ سعاد الكواري، ، في غير مُحدد

غضب - سعاد الكواري

توقفت زوبعة الغبار فجأة
الصوت الذي كان يزمجر في الخارج
الحركة الدائرية التي كانت تهزُّ أغصان الشجر
وتصفع الأبواب
التراب الذي كان يمارس لعبة جنونية بعقلانية فريدة
توقفت كل هذه الأشياء فجأة ..
مخلفة خلفها وحوشا صغيرة راحت تتقافز في الفراغ
ففتحت النافذة بحذر لكي أنظر
كان الفضاء جميلا وهو مغبر وباهت
يئن من التعب
كأن الطبيعة تمنحه هدنة مؤقتة
قبل أن تهب العاصفة مرة أخرى
وتمنحني إحساساً جديداً بلا مقابل
***
هي الطبيعة التي يدهشني مزاجها المتقلب
هي الطبيعة التي تتكسر عند بابي
وما أن أفتحه حتى تنهض مجددا
هي الطبيعة بجنونها الكامل تستفزني
فما أن أرتب خزائن الروح
حتى تقلبها رأسا على عَقب
هكذا تغريني من جديد بين هدوئها وضجيجها
جنونها الكامل واستسلامها
هي الطبيعة لوحة الأفق الرمادية
تهجم كلما ناوشتها عصا أو لاطفتها أنامل
لكنني عندما قررت أن أرتديها استسلمت لقبضتي
فحبستها في قمقم نحاسي ورميتها في البحر
ودخلت من الأبواب السفلى لمدينة التشرد
فلم ألمح طيفها الذي كان يسبقني دائما
لم ألمح لها أي أثر
غير أنني سمعت أنينها يضجّ في رأسي
فعرفت لحظتها أنها لا تزال تسكنني
خلعت رأسي واستسلمت نهائيا
فربما تهجم ثانية
ربما تهجم من أي جهة
وأنا لا زلت أحدق من النافذة
أحدق وأنتظر صفارة البداية
لحظة الهجوم
© 2024 - موقع الشعر