إلى أمي

لـ سحر محمد الشربيني، ، في العائلي والاجتماعي، آخر تحديث

إلى أمي - سحر محمد الشربيني

أهديكِ عمرًا في المحبةِ هائمًا
يأبى سوى وبكلِ عزٍ يتبعُكْ
 
قد صار نبضُ القلبِ مثل خواتمٍ
لا ترتجي إلا جمالَ أصابعِكْ
 
أسرفتِ في تعبِ السنينِ سعيدةً
لا تشتكي همًا وهمٌ يلسعُكْ
 
إن راح صمتُكِ في العيونِ مشردًا
نظراتُ عيني بالهوى تستجمعُكْ
 
إن عزَّ كأسٌ للسعادةِ تنْحني
ويعودُ فجري بالشروقِ فيرفعُكْ
 
في غيرِ قلبِكِ لن أحللَ مسكني
وأباتُ أرشفُ من حنانِ أضالِعِكْ
 
أماهُ إني في ربيعِكِ زهرةٌ
تندى إذا عاث الأمانُ بمخدعِكْ
 
وأتوهُ لو ضلتْ حروفُكِ مسمعي
فأعودُ أنشدُ بالدموعِ مسامعكْ
 
أماهُ أوصى اللهُ في قرآنهِ
ألَّا أقابلَ بالإباءِ موانعكْ
 
فالطفلُ أصبح يافعًا لكنَّه
مازال يشربُ من صفاءِ منابِعِكْ
 
فرعُ الحنانِ على شجيراتِ الدُّنَا
مهما استطال فلن يُطاولَ أفرُعكْ
 
ألبستِني تاجَ الكرامةِ ما انحنت
رأسي لمخلوقٍ علا ما أروعك
 
أهديكِ قلبًا هائمًا لو قال ما
غنى بداخل عِرقهِ لا يخدعك
 
فوق الكلامِ يدومُ ذكرُكِ دائمًا
ثديُ المحبةِ للثمالةِ أرضعكْ
 
بوركتِ يا رمزَ العطاء وبوركت
كلُ المشاعرِ في فيوضِ مدامعِكْ
 
فالأمُّ فخرٌ أستزيدُ بذكرها
ما شاهدتْ عينُ الحياةِ مطامعكْ
 
أماهُ يا سرَّ الوجودِ بأسرهِ
باسم الكريم وفضلهِ أستودعُكْ
© 2024 - موقع الشعر