اليوم أنا أمشي على ظاهر القاع - زيد عبدالله ابراهيم الحرب

اليوم أنا أمشي على ظاهر القاع
ولابد ما يوم أواسد حدودها

بجاهد الدنيا بمجاديف وشراع
ما دمت أنا حي وأمشي أبظهرها

كرة بغبة سور ومر بحر باع
ومرة بصافيها ومرة أبكدرها

ومر يقل الزاد ونكيل بالصاع
ومر تفارت يبذك كثرها

أنا حصان وتبعتني بمصراع
يوم تسحبني ويم اجرها

لا سحبتني باع جريتها ذراع
تبغي لي الظلمة ابغي سفرها

عقب الصلابه صرت اليم مطواع
ولا عرفت امانها من غدرها

مديت أنا كفى في خم الاصباع
ابغى اصافح من درس في خبرها

ولقيت من يشري بالاخبار ثم باع
متورخ الدنيا عنده خبرها

دارس دروس العلم في كل الانواع
ويذكر له التاريخ بأول عمرها

حنا هل التحيد في سيف وذراع
وحنا سنام العز وذروة برها

حنا ملوك الارض وحنا لها اسباع
وحنا نجوم الليل وحنا قمرها

وحنا احسن المخلوق في خبق وطباع
ورايتنا في كل وادي نشرها

محمد عبر للهند والهند له طاع
وبحور أوربا جيش طارق عبرها

ليما حكمناها بثلاثة الارباع
ربع لنا الجزية يدي ثمرها

حنا لها راس وصرنا لها اكراع
ملوكنا للروم طايح قدرها

شوفوا فلسطين الذل لها كدعاش
ويهود خيبر شيعوا في خفرها

هذا السما مت زال ولا زلت القاع
ولا غيرت سنينها مع شهرها

انتم تغيرتوا في شين الاطباع
وذل سلب ايمانكم من صدرها

وانتم تعذرتوا من كل الاوضاع
وقلتوا المصانع رأي أربا عمرها

انتم لكم رأي وأبصار وأسماع
وهذي المصانع من بغاها قدرها

مير الرد ما له العز مطلاع
راعيه عينه دايم في سهرها

ألهتكم الدنيا في كثر الأطماع
ودياركم كل المصانع دمرها

يا حيف أنا ظنيت وظني بكم ضاع
ضيعة صميل وانطلق في بحرها

اصيح للحيين بالصوت كل ساع
وكنى أنا بي اجنازة في قبرها

راحوا ليوث الحرب وطفوا الاشماع
وظلت تخور بالمفالي بقرها

جدودكم نار بها الصمغ كدماع
انتم رماد طايح من جمرها

ليت الذي حدر الثرى تطلعه القاع
وليت الذي فوق الثرى هو حدرها

1950م
© 2024 - موقع الشعر