ياسامعين القول صلوا على النبي - نافع الحربي

يسامعين القول صلوا على النبي
عداد مسرب بالفيافي سرابها

مثايلٍ يوم ادبح الليل قلتها
دشّنت من شرد الفرايد كتابها

لقيت لي بالأرض غراّء جميلة
عذرى كرم ريحان الأنوى خضابها

تويق بالطرف الكحيل وتنثني
يضحك لتِباّع الشهاوات نابها

لبست من اللبس المزخرف جديدها
وتخفي شباري غدرها في ثيابها

قلت السلام وطالعت بي بعينها
قلت السلامة منك هي وين بابها

شبنابها وشابوا بها ناس قبلنا
وهي طفلةٍ بزعيتماني شبابها

نزلنا منازل من نزلها وودّعوا
ونرحل وينزل بعدنا من شقابها

عشنابها حلو الليالي ومرها
تجاربٍ شيّب إلحانا اقتلابها

يما عطتنا من عطاها وناسة
في رحلةٍ طيب الوفاء من زهابها

من وادي الشوكي اليا وادي العصل
خضرٍ روابيها عذيٍّ شرابها

سقاها مزن الوسم خمسين ليلة
وثنالها النوّ السماكي سحابها

ثلثين نسناس الهوى من ورودها
غدفٍ نوازيها نضيفٍ اترابها

يموج رياّن الورق في زهورها
غلبا من الأوناس خالي جنابها

صبّحتها والشمس تبدي من الوطى
وطيتها ماقبلي اللي وطابها

راحت مراح اللي اليا راح مارجع
روحٍ قبضها الموت طوّل غيابها

وهاذي هي الدنيا كفاالله شرها
صافي عسلها بين نيبان دابها

ماوفّرت خير البرايا محمد
خير البريّة شيبها مع شبابها

ويماخذت من خيرت القوم فارس
حرٍ الياهز الشطيرة سطابها

مثل شبيب ابن نحيت المسمى
كم مهرةٍ من شوبة الحرب جابها

ويما رمت في طيّب الأصل والحجا
بنحور قومٍ شرها في حرابها

ويما طوت غيدا حنونٍ عفيفة
تنوض من عود الأراكة اعذابها

دنياً نكاضمها على الغيض والرضا
نرجي حلاوتها ونخشى عذابها

وصفها رسول الله في ضل دوحة
قيّل بفيّتها المسافر وسابها

جرّبتها والتجربة تغلب الدوى
تجريب حيٍّ باع فيها وشرابها

اكثر أهلها بين حاسد وشامت
وهراّج غيبة لو كذب مايهابها

أخذنابها ما الله عطانا وقسم لنا
والنفس عند اللي خلقها حسابها

يما بروابيها توشّحت بندقي
صليب عود الخيزرانة اخشابها

مفتولت العبرود مطويّت الحشاء
عديم من صنع الفرنجاء زهابها

نقلتها مع سربةٍ تاصل الحياء
اليامن مبروم الزوايا سرابها

والصبح في خضراء المناكب خليّة
فيها من اجوال ألقطاء ما رعابها

نزلنابها والشمس تفصخ احجابها
حتى سترها عن نظرنا حجابها

اخترت لي من شرّد الصيد رقطاء
جوّدت من راس الشعيرة صوابها

طقيتها بين الجناحين واقرشت
رميتها يوم ان ربي رمابها

ومن جرّب الايام والناس والزمن
يصبر لو ان الهم حاله سطابها

نفسي تروم الطيب واتحارب الردى
وراع الردية مطمعه في عيابها

كم كلمةٍ يفرح بها النذل والعداء
طنّشتها لو كان عندي جوابها

كلمت سفيهٍ مالقت من يجيبها
ناره توقّد في حشاه التهابها

الحر يشهر كل ماضاق به الفضاء
والتبع يخاشر بالوليشة غرابها

اليا ضاق بالي رحت في راس عيطاء
يموج عن روس الفوارع ضبابها

عالي قراها دونها الطرف ينثني
يحوم من فوق الحوايم اعقابها

وقول ماقال المطيري عن الملا
بمثايلٍ يطرب لها من قرابها

اليا صار ما للرجل شاهد من العداء
تراه خوصة حدها من انصابها

تمّت بمطروقٍ مثل صافي العسل
يغوص باعماق المعاني اعرابها

نافع مطر المرواني
© 2024 - موقع الشعر