انا البارحة حتى ارعف النجم ساهرا - نافع الحربي

أنا البارحة حتى ارعف النجم ساهراً
أسامر نجوم الليل والناس رقّّدِ

أصارع همومٍ بالمحاني خوالدٍ
كما سيوف حربٍ للبطولات جرّدِ

أسلّي ضميري في ترانيم شاعراً
كما وقع وبلٍ من مراهيش رُعّدِ

تخيّرت من نسج الظماير حرائرٍ
عليها عظيم الحرف بالشعر يشهدِ

تخيرتها من مفرداتٍ شوامخٍ
كما انصوب مزنٍ عقّب الشمس منجدِ

تخطّف وميض النور مني شواردٍ
كما فر من حمراء الجمل جول لبّدِ

تماوج من أطراف اللسانِ قوادمً
كأمواج سيلٍ ينهب الأرض مزبدِ

تحمطر على مثل البنانِ عوابسً
تُنادي لبيب القلب بالحرف الأبجدي

هوايه صليب الرأي بالحق صادحً
نظيف الظماير من مناشيه يُحمدِ

خويًّ خليلً عذب الاقوال صادقً
وفيًّ كريمً طيّب القلب يُحسدِ

أنيسً عليمً صاين العهد شاكراً
حليمً شجاعاً حامل الدين مرشدِ

حكيم المعاني آمراتٍ نواهيٍ
صقيل القوافي مثل نظم الزمرّدِ

جمعت التجارب من رفيقٍ عرفتهُُ
يصارع نهاره حالك الليل الأسودِ

وردنا من الدنيا على كل ماردٍ
قراحٍ زلال وكاس شريٍ مُعقّدِ

عرفنا مع الأيام مدسوس حاسدٍ
يحد النواجذ بالرهيف المُغمّدِ

بعيدٍ قريبٍ حاضراً شبه غائباً
تشوفه كما السملول بعيون الأرمدِ

عليّه لابيعه بيع وارث لقاتلٍ
تبدّل ظلام السجن مطويّ أللحدي

إذا أوجست في قوس الظماير كآبةٍ
تنصّيتُ ربٍ عالي الشأن يُعبدِ

سميعٍ بصيرٍ يرفع الرأس عرفهُ
رحيمٍ كريمٍ من أهل الجود الأجوَدِ

ألا ياسلامي كل ما ذرّ شارقً
على عبلةٍ مع الشقة النور جرهدِ

سقاها حقوق الغيث هتان وابلٍ
ثقيل المخايل نايض البرق مرعدِ

فلاةٍ عطاها الرب غضً على الثرى
خضير الأسافل والأفاريع ورّدِ

كأن النصي بشعاف ديمومة الفلا
عثاكيلُ شيبٍ بالعوارض تلبّدِ

توشعتها بمروبع الصدر سابحٍ
تسابيح ربداء حولت من عمرّدِ

كأنه على خدٍ جديدٍ نباتَهُ
عريب الأصايل فارع الخيلِ اجردِ

نافع مطر المرواني
© 2024 - موقع الشعر