كَتمتُ وجدَكِ - زكريا منير

كَتمتُ وجدُكِ فَعليكِ بالرضَا
أو لا أكونُ منْ بعدُ خَالصا

أذلنَي يومُ الفُراقِ في كُسوفهِ
وقد جَرني نحوَ السقمِ خَاطفا

إنَ إليك قلبٌ لايستريحُ بأسهُ
يوافقُ الرأيُ مرةً ومرةَ يُخَالفا

وحَزَني من فَقدِ السِقامُ لأنَهُ
السُقمُ لما كنت لكَ ألاَطِفا

عيونكِ السُمرُ الدواهي مُدورةٌ
وما إلي في ثغركِ غَزلاً أجازفا

إن يدلني الغزالُ على عَرينهُ
فإنَ حرفكِ يدلني لباقي الأحرفا

ولا أستمعُ للنواهيِ ما أرَدتِهِ
ولكنَ ردُ الجوابُ لن أحلفا!

يموتُ الطيرُ أحيانا على غضنهُ
وأموتُ أنا أنتظاراً علىَ الأرصفا

وحِيلتي من ردِ العذولِ شواهدُ
أكونُ إلى نعليِ القديِمِ خاصفا

تُسامرني الروحُ بجديدِ ما تُعلِمُ
فتجعلُ لبعضِ ما تعلمتُ زائفا

إذا نظرتُ رمشُ الخيالِ يَغتدي
وثبتُ عليهِ بقبضةِ لصٍ عارفا

نجمكِ الحرُ في السماءِ لا تهزهُ
ولا تحركهُ بقيدِ أنملةٍ العواصفا

كما أن للأرواحِ منازلٌ ومَراتبُ
كذا عرفتُ حبنا على الماءِ واقفا

شددت العزمُ وموج القلبُ متلاطمُ
وكمثلهِ اللسانِ بموضعهِ قاصفا

إنْ زاحمنيِ الدهرُ في خصومةٍ
قدْ قلتُ: كنْ إن شئتَ لنا مُجحِفا

وما إهتديتُ إلى الزمانُ من قبلٌ
فلما قد زاحمتهُ كنتُ له واصفا!

© 2024 - موقع الشعر