قرةُ العينِ

لـ علاء الدين إبراهيم، ، في الرثاء، آخر تحديث

قرةُ العينِ - علاء الدين إبراهيم

بهاءُ يا قرةَ العينِ
يا أحبَ إليّ من ذاتى

أحوالى بعدُك لا تسرك
كيف وقد فقدتُك بأوقاتى

و الأيامُ التى عهدناها فقدناها
فصبحها ماعاد يبشرُ بخيراتِ

و ليلها أمسى مخيفاً موحشاً
ظلمات حالكة تلو ظلماتِ

والورى صار ديدنهم غدراً
يلدغون به لدغاً كحياتِ

و صارت الأمانةُ أملاً يرتجى
فلا يُنال حتى المماتِ

و أضحت الحياة يؤوسةً مكفهرةً
تبحث عن ذاتها بالفلواتِ

و أحكمت لغدها عديدَ التدابيرِ
إحكاماً غير مكترثٍ بإنفلاتِ

و أتت تدابيرُ القدرِ فأغدقت
وما للحياةِ غير إنصاتِ

و بوغتت الحياةُ بعسيرِ أمرٍ
أحالَ رغدَ العيشِ لحسراتِ

و اعترتها لوثةُ فجنةُ فسكرةُ
وخارت حال تتالى السكراتِ

و راحت تلملم بقايا آمالٍ
آلت آلاماً بفعلِ الملماتِ

و أيقنت الحياةُ ما أخفاه
الغىُ عنها بغابرِ السنواتِ

أنها إلى زوال سائرةُ فلا
يبقين منها غير الذكرياتِ

و أن أفولها لا ريب واقعُ
بُعيد قليلِ زمنٍ وساعاتِ

و ما أمدَ عمرَ المرءِ
طعامُ وشرابُ و ألوانُ الملذاتِ

فسيان اغترفَ اللحمَ غرفاً
أو قنعَ بقليلِ اللقيماتِ

فالموتُ ملاقيه لا محالة
لتجتمعَ بالأجداثِ صنوفُ الأمواتِ

© 2024 - موقع الشعر