((مقامه الحية)) - سلمان فراج

((مقامه الحية))
________________________________________
 
 
الحيه مُدهشه لكنْ
 
واحدةٌ لا يفهمُها مَن حَمَلته الدهشه وامتلأتْ
 
عيناه بطعم الحب:
 
إن تعدم حيلتَها الحيه تهدأ
 
تتمدد مثل نزيف الوهمْ
 
وبرمشه عين
 
تنقض على الذيل وتنهشه حتى آخر نقطه دم
 
 
 
 
يحدُث هذا في الصحراء
 
لما تبتلع العاصفه الأنحاء وتسْفي حبات الرمل وتلسعُ كل
 
الأشياء
 
هُيل الكون غبارًا من حيثُ جهنم، والمحلوقات
 
تتلوذُ منه ولا يبقى للكون فضاء
 
اذ ذاكْ...
 
تثب الحيةُ من مكمنها
 
وتجرد قامتها
 
وتكوّر شدقًا مهترئًا
 
وتباشر لُعْبتها:
 
تتلوّى.. تتزيى..
 
ترقصُ شعوذة.. تترقشْ
 
فالحيه أم السمّ لها باعُ ما بين فصول الوقت، وها
 
لبِسَ القمرُ الناحلُ بُرقعه وأجاز طقوس الوهمْ..
 
ولها الساحةُ فلتلعبْ، ولها الحُلم
 
 
 
 
 
تتقرص
 
وتزوّغ عينين كرقاصين وتهدأ إلا عينين كرقاصين
 
ثم تُعيد الكره... تنضُو قامتها للهيْل
 
وتلاعب أشباح الرمل وتغْوى حتى لا تقوى
 
فتُمدّدُ قامتُها.. تتزيّى،
 
وبرمشه عين
 
تنقضّ على أمّ الذيل وتنهشُه
 
حتى آخر نقطه دم
 
 
 
 
 
هي تعلن سلطتها
 
تتحدى ثورَتها
 
وتضاهي العاصفه الرعناءْ
 
لكنْ...
 
الحيه مدهشه
 
ليس كذلك؟!
 
لا تفغرْ عينيكَ ولا تدهشْ!
 
أنواع القصّ سلالاتٌ تتحفّى في نص يترقشْ
 
في كون مغمور الأنحاء بغير فضاء
 
 
 
يحكى أن الجاظ قال:
 
" بعض صفات الناس موزعةٌ في الحيوان ولكنْ
 
للإنسان جميع صفات الأحياء"
© 2024 - موقع الشعر