هنا الجمالُ - نجاة الماجد

هنا الجمالُ بهذا الروضِّ أعياني
وألجمَ الشِعرَ في حسي ووجداني

للهِّ درُّكَ يا فلاحُ كمْ نقشتْ
في صفحةِ الروضِ يُمناكُمْ بإتقانِ

لا زِلتَ بالصبرِ يا ابن الأرضِ مُتشِحاً
وحولك الزهرُ مزداناً بألوانِِ

جذلانُ يُنشِدُ للدُّنيا حكايته
يقولُ: أهلاً بكم في وسط بستاني

هنا غرستُ بذورَ الخيرِ في جدثٍ
سقيتُهُ من فؤادي بالدمِّ القاني

حتى ترعرعَ واشتدّت سواعِدُهُ
وقابلَ الروضُ بالإحسانِ إحساني

وها أنا اليومَ أجني الحُبَّ فاكهة
من الثمارِ تُناجيني و تهواني

هُمْ رأسُ مالي وأولادي و ما ملكتْ
مِنِّي اليمينُ وهُمْ أهلي وجيراني

وهُمْ كِسائي وهُم في الليلِ منتجعي
وهمُ ضيوفي وهم شِعري وألحاني

هُمُّ الأحِبةُ لن أحيا بِدونِهِمُُّ
حتى يوارى بجوفِ الأرضِ جُثماني

© 2024 - موقع الشعر