شتات

لـ احمد البارقي، ، في غير مُحدد

شتات - احمد البارقي

شتات
يا أيها الشعر الذي قد كنت نعمة علي
كم ربي قد وهب لي من نعم
ماذا أقول في فراق حيينا
والشعر مقتولا هنا وقد لجم
من حينا المولود من
رحم الاصالة و النقاوة و الشيم
من حينا الكائن على
ارجوزة من الجراح تستحم
من حينا الممتد من مواجعي
إلى اصابعي
إلى محافر القلم
من حينا النائم على وسادتين
قبل أن تفيق قد أصابها جثم
من حينا المسروق من دفاتري
ومن شتاتٍ ربما لن ينهزم
من حينا الكائن على مناجم
و فوق بركان ولا ادري
متى سينفجر يسيل الحمم
أكتب لكم عن البيوت كالحمام
تستغيث في حمى الحرم
و عن مكان مولدي
و موطئ القدم
أكتب لكم عن والدي
و عن اميرة في بيتها
كم خلفت شهم
أمي هنا و عطرها و مصحف
عشرون الف مرةٍ قد انختم
أكتب لكم عن حارتي
عن أهلها
فالناس طيبون يا آيلا فهم
و الناس في بساطة فلا نفاق
أو فجور أو شقاق أو شراء للذمم
ففي الصباح يضحكون
إن اتى ليلا ففي الفراش
يغرقون في حلم
أحمل لكم قصيدة
كتبتها فيما مضى
قد كان لي بها رحم
أحمل لكم انشودة
من لحن ايام الصبى
حلو النغم
أحمل لكم طفولة بكت
و لم أستوعب الألم
و نعش بيتنا الذي انهدم
أحمل لكم جداره
المنزوع من جدوره
و صوت شيح طاعن في عمره
لم يشتكي فقرا ولا عدم
أحمل لكم دعاء أم
من مخاض تستغيث من وحم
أحمل لكم بكاء طفلا
نائما في حضن أم
أحمل لكم مواجع
من سطح كل منزلٍ
و حكاية كتبت بدم
أحمل لكم غناء أصحاب
يحاورون أحلام و يرضعون قصة
لم تتوب تنفطم
أحمل لكم
نباء وفاة حينا
جثمانه في كل منزلٍ شرار يحتدم
© 2024 - موقع الشعر