نرجس - عبدالعزيز الحارثي

نرجس
 
عذرا يابيت المقدس..
فقد كنت بحانة بيدرو أجلس..
فإذا أمامي النادلة..
تهمس بعينٍ خاجلة..
السيدة هناك..تعزم عليك بكأس فاخرة
رفعت نظري لجميلة شقراء..
نظراتها فاجرة..
يتزاحم فيها صدرها ..
ويطل من فستانها الفاضح فخذها..
وبكل وضوح تنظر في عيني..
وتعض على أنملة يدها..
وتقلب علبة سجائرها..
فتترك علبة سجائرها ..
لتشير اليَ بأن أجلس ..
سأستجمع قواي لأقوم اليها ..
سأجر خطاي العاجزة لأجلس..
ودنوت من طرف طاولتها ..
وصافحتها وقلت : أنا..,,ولم أكمل..
فقاطعتني وقالت أنا نرجس ..
فذهلت !!!
أأنت عربية؟؟ قالت : نعم..
يهودية من بيت المقدس..
ومن هول جمال بسمتها ..
نسيت فلسطين لأجلس ..
سرقنا الوقت لساعات ..
نتجاذب أحاديث..
وضحكات ..
ونقول الأشعار..
ونتقارع حتى الكاسات ..
نتبسم حتى للمارّة..
والنادلة..
ونحلل حتى الديكورات..
وسكت لأتأمل أنوثتها ..
فإذا بنرجس تعطيني مفتاح حجرتها ..
تطلبني .. أسبقها لغرفتها ..
لنرقص في شرفتها..
وملأت عيني منها ..
وتركت لها قبلة على رقبتها ..
وقلت :
عذرا ياسيدتي نرجس..
لم أنس بعد فلسطين ..
ولن أنسا بيت المقدس..
© 2024 - موقع الشعر