اشرب من الكأس الذي سقيته لغيرك - براهمية نجوى

جَهِلت عيون الناس ما في جعبتي
 
ورب العباد لباطني عليم بصيرا
 
فيا ظالما هائما بالحياة أتدري
 
بما يكسِر الأمل و يسقيني المريرا
 
سهم ينطلق من رمح لسانك يُدَوي
 
فيصيب اللب بجرح و تصرخ النفس زفيرا
 
و هل يشعر بحرارة الجمر إلا الذي
 
داس عليه برجله كأنما دخل السعيرا
 
فيا ظالما...اشرب من الكأس الذي سقيته لغيرك ذلك احسن تعبيرا
 
و يا أخي هذا الفتى من القهر يشتكي
 
من تَجَبُرِك عليه قد دمرته تدميرا
 
و تلك امرأة آيست.. لله واقفة ترتجي
 
من زوج غني بالمال و بالخُلُقِ فقيرا
 
هذا الصديق لصحن الوفاء يحتسي
 
و صديقه لنفسِهِ يُكَسِر تكسيرا
 
و لا أنسى من تطاول برزقه على الذي
 
حُرِمَ من الرزق و عاش حياته فقيرا
 
و نَفسٌ بِجمالِ شكلها تتباهى و تشتهي
 
و تضحكُ مِمن صوره الله فأحسن التصويرا
 
فيا ظالما...اشرب من الكأس الذي سقيته لغيرك ذلك احسن تعبيرا
 
و طالِب للعلم يتعالى بفكره الجلي
 
أمام من نعته بالغباء فهل أحسن التدبيرا
 
أَيُنعتُ المرءُ إن كان فقيرا لله أم ثري
 
أم تُنعَتُ نفسُك عن التكبر و قول التثريبا
 
والغباء لا يكونُ بفطنة الفِكر يا أخي
 
و الغبي من رفع نفسه عن الناس تكبيرا
 
و من تواضع لله رفعه المولى العلي
 
فلا تكوني يا نفس ظلامة تكوني بلسما حريرا
© 2024 - موقع الشعر