مطــار أبـها - ناصر آل مداوي

هبّت رياح المشيب وكبّرَت سنّي
واركت على لحْيتي من عقب شاربها

أدري وَلادري واهدّ شويّ واابنّي
وحسّيت روحي تهاوت من مناكبها

وامسيت ليلي حزين وساهر ااامَنّي
نفسي بكذب الأقاويل او تضاربها

واصبحت واللايم العذّال متهنّي
شكّيت من عقبه انّي صرت غاربها

والْفَت تقول المفارق.. واكّدت ظنّي
حبيبتي دار نبضاتي وتاربها

العارفة عنّي البحر السخي.. وانّي
جيّرت موج الغلا لعيون قاربها

بإنّ الأريج الفتي بالشيب متحنّي
شاخت ورود الهوى والوقت خاضبها

وانّ السحاب بجفاف القاع متغنّي
وانّ السيوف ارتوت من دمّ قاضبها

وانّ البقا ما بقى.. والوضع متْدنّي
وانّ الدموع بْطشت بعيون ساكبها

قالت وداع.. ودخيلك لا تسل عنّي
ولا عن دياري تسال ولا مضاربها

ماني ولانت الجناة.. الوقت متجنّي
عبّى الفراغات باللي ما يناسبها

صاح لصروفه ولا بطى الوقت مستنّي
لا رحم ابو حيّها ماسْرَع تجاوبها

انته وانا عاشقين وهالزمن جنّي
طبعه يفرّق بحورٍ عن مراكبها

وجهي شمال وجنوبك فيني ومنّي
مانسى عيونه.. ولانسى قوس حاجبها

ولانسى حبيبٍ عريب بقربه اااامنّي
علّمني انّ الأصالة ثوب عاربها

لكنّ هذا الزمن لابيض ولا بُنّي
أسْود سواد النذالات ومآربها

ولا هوب ظلاّم للشيعي أو السنّي
ظلمه على العالم بشتّى مذاهبها

فْلاهوب عن ضيمنا والله متونّي
مصايبه كلّها ماهوب غالبها:

جتنا ومعْها ولدها جاي متعنّي
أخطر ثنائي تشكّل معْ تكالُبها

ولا هو نفع حكمك ولاهو ربح صنّي
اوراقنا زات والله من تلاعبها

وحبٍّ رسمنا ربيعه صار متكنّي
أبو خريف الوجوه وعمّ شاحبها

فاصبر وانا علّ صبري ما يجنّنّي
ولا كلّ رغبة تنوّخ عند راغبها

لا بدّ الايام تلعب دورها الفنّي
وِتكسّر خشوم وِتقطّع أرانبها

واقْفَت وانا عقبها والله ما كنّي
إلا عيون انْعمت من يدّ صاحبها

وحسّيت ثوبي كفن والناس تدفنّي
من حالتي يوم ودّوها مطار ابها

© 2024 - موقع الشعر