قوارب نجــاتي - ناصر آل مداوي

ما بين مدّ وجزر هذي حياتي
مدّي هموم وحزن الايام جزري

جرح الشكاوي بيّنٍ في لهاتي
وفمّ التداوي ما شرب كاس شكري

حالي نقص والزود دايم مواتي
واللي جهل بالأمس ذا اليوم يدري

يا ما حملت وكم دفعت الدياتي
وانا القتيل وساحة الغدر ظهري

ياما كتبت بدمع عيني وصاتي
الطرس يا كمّ اغرقه سيل حبري

من دنيتي مليت دام امنياتي
ما صوبها تحقيق للعز يشري

ناديت بالصوت الشجي يا مماتي
علّه يجيني لا غدى الصوت مغري

ماعاد يملى عيني الا رفاتي
والسمع يهوى طاري الموت بدري

تعبت اعلّقها على المقبلاتي
ولا فيه طولٍ يشبه لطول صبري

لوّ الصغر منْوه فلا ابغى مناتي
مدام محسوبٍ بالاوجاع كبري

السيل يقبل من مناشيه عاتي
وانا من العارض جروحي تحدْري

عامٍ يجي ويروح عامٍ.. والآتي:
أصعب من اللي راح.. والعمر يجري

لقيت في حتفي قوارب نجاتي
كنّ الحياة بْحرْوتي وسط قبري

الله يعين اللي جرى له سواتي
يبطي وهو من غبن الايام مبري

همّه صغير ان قيل كبر السراتي
وقلبه مقيمٍ في ذرى الحزن جبري

وتمرّه انواع الشقا بالمياتي
ولا فيه عينٍ شافته ما تعبْري

عزي له ويا وجد عيني لذاتي
وعزي لقلبٍ فيه الاشواق تسري

أبطيت وااانا ااقول بكره بياتي
الغالي اللي قدره يفوق قدري

واثره سمح واصدر شهادة وفاتي
وانا احسبه يصدر شهادات عمري

قفّى وقفّت معه ساعة هناتي
والما شربته بعد فرقاه مقري

ومات برحيله قبل ياصل شفاتي
أحلى الكلام اللي على البال يطري

© 2024 - موقع الشعر