يثوع القَلم - بندر بن محيا

يثوع القَلم بين البَراجم وله ويثور
من البَال شعر ٍ كَنّ فانفاسه النّوار

قصيد ٍ عميق ٍ هَاب من قَافه الدَّيْجور
وَرَقهْ:السّمَا والحبْر وَسط المداد : أقمار

ويْتنَاول أحدَاث البْطولة وهو مَسْرور
بَعَد حَربك مْعَ الليْثجَا يَكْشف الأسرار

ثنين ٍ تَلاقيْتوا على أرض ٍ يباب ٍ بور
تَهَدّج بها وحوش ٍ لهَا قْلوب مثل النَّار

هَجَم يحسْبنّك هايْبه يوم كَان يْدور
عليك، وزئيْره حرّكَ الرّيْح والأشجَار

جَنَح للوغَى وأنْت السَّعير وهو المَسْعور
تْجَبَّر بيمنىً تَلْقف يْديك عقْب يْسَار

ليْن الدَّم عَدّى من عروقه مَع الحنجور
أنا ودي أعْرِف مَن هوَ الليْث ميْر أحتار!

كأنّه عَلَى من قَابله مَنْهِي ومَأمُور
وكأنّك عَلَى من قَابلك كنت ماتختَار

وطحتوا منَ العَالِي مثل ماتطِيح صْخور
عقب ماعظيم السّيل بين الحجَارة : ثَار

ثم أحجَم يْومنّه مَا لقَى مَطمْعَه، مَقْهور
وأقْدَمْ يْومنّه مَا لقَى مَهْرب ٍ للعَار!

فَمَا سَرّه إقْدَامْه بَعَد مَا هَجَم مَجْبور
ولا انَجَاه يومه حَاد عَن قلبك المغوار

تثَنّى كأنّ بصَدره المُستَمِيْت : كْسور
وهو ما انْكسَر لَكنّ : كَسْر العَزايْم صَار!

حَضَنتم بَعَض والدَّم مابينكم مَعذور!
مثل مايلوح البَرق في غيمة الأمْطَار!

كأنك بَحَر والليث في يْدينك : البَابور
وخوف الغَرق لحظة مُريبة على الأحرَار

بطشت ابه الأرض ودَمّه الأحمَر المَنثور
عَلَى كف ٍ تْديْن الوحوش ان بغوها : ثَار

عَسَى مايْجيها العْوق يمنَاك يالمَسْطور
بَعَد ما أردت الضَّيْغَم قَتِيْل ٍ بدم ٍ حار

يقولون: عَنْتَر خَاف ضَربَة قرون الثّور
واقول: ان فَهَد مايَعْرف الخوف والأعذَار

أجَل يانَسل جَدّي، تَرى مَا لَحَقنَا قْصور
بعيدين وأنت الطَيّب الشَّاهق المْدرَار

إذا الكثْرَة تْغَلب الشَّجَاعة زمن ودهور
فمنّا الشُّجَاع اليَا تْشَجّع يْغَلْب كْثَار!

تفَاخَربك القِيْفَان قِيْفَاني أم النُّور
وأولّع لك بعَتْمَة لِيَال الظَّلام : أنوار

قَبل ليْلتين محَمَّد يقول : كيْف الحور
تسَيْطر عَلَى شْعر ٍ يْقولونه الشَّعّار

كأنَّ الوَرَق من حبْره البَارحة مَمْطور
وكأنَّ الحَدَث مَرّ وحَفَر ف السَّهَر تذكَار

وجَلَسْت أتذَكر شَيْ له حول خَمْس شْهور
وأنا ودي أكتب له قصيْدَة عَليْهَا أفكار

بَعَد من شْجَر بَالي صَحَى للندَى عصفُور
ندَهْته تَحَتْ شَمْس الحَقِيْقَة ورَفّ وطَار

عَطَاشَا عَطَاشَا والظَّمَا في فَمَ الصّنبور
شجَرهم من الصَّبَّار ليه الشّجَر صَبَّار؟!

عليه النَّدم قَلب ٍ تواضع بدون غْرور
عليه السَّهَد رمش ٍ ذبَحنِي بالاستهتَار

يقولون شعْرك فِيْه لَمحَات من طَاغور
وأنا أقول سَرَّ كبَار كَانوا زمَان صْغَار

أبي لاكتَبْته ياخويي بكل شْعور
نفَض من صدور أحبَاب عيني تَعَب وغبَار

وأنا شعري مْن النَّار وآصَابعي :تَنّور
ولسَانِي منَ الرَّعَاد، وأوراقي: الأقمَار

أجَل يالشُّجَاع إن مَات من كَفّك المَسعور
أنا من قصيدي لا انْكتَب : تَنْزف الشعَّار!

© 2024 - موقع الشعر