أَحُلمًا نَرى أَم زَمانًا جَديدًا - أبو الطيب المتنبي

أَحُلمًا نَرى أَم زَمانًا جَديدًا "
" أَمِ الخَلقُ في شَخصِ حَيٍّ أُعيدا

تَجَلّى لَنا فَأَضَأنا بِهِ "
" كَأَنّا نُجومٌ لَقينا سُعودا

رَأَينا بِبَدرِ وَآبائِهِ
" لِبَدرٍ وَلودًا وَبَدرًا وَليدا

طَلَبنا رِضاهُ بِتَركِ الَّذي "
" رَضينا لَهُ فَتَرَكنا السُجودا

أَميرٌ أَميرٌ عَلَيهِ النَدى "
" جَوادٌ بَخيلٌ بِأَلا يَجودا

يُحَدَّثُ عَن فَضلِهِ مُكرَهًا "
" كَأَنَّ لَهُ مِنهُ قَلبًا حَسودا

وَيُقدِمُ إِلّا عَلى أَن يَفِرَّ "
" وَيَقدِرُ إِلّا عَلى أَن يَزيدا

كَأَنَّ نَوالَكَ بَعضُ القَضاءِ "
" فَما تُعطِ مِنهُ نَجِدهُ جُدودا

وَرُبَّتَما حَملَةٍ في الوَغى "
" رَدَدتَ بِها الذُبَّلَ السُمرَ سودا

وَهَولٍ كَشَفتَ وَنَصلٍ قَصَفتَ "
" وَرُمحٍ تَرَكتَ مُبادًا مُبيدا

وَمالٍ وَهَبتِ بِلا مَوعِدٍ "
" وَقِرنٍ سَبَقتَ إِلَيهِ الوَعيدا

بِهَجرِ سُيوفِكَ أَغمادَها "
" تَمَنّى الطُلى أَن تَكونَ الغُمودا

إِلى الهامِ تَصدُرُ عَن مِثلِهِ "
" تَرى صَدَرًا عَن وُرودٍ وُرودا

قَتَلتَ نُفوسَ العِدا بِالحَدي "
" دِ حَتّى قَتَلتَ بِهِنَّ الحَديدا

فَأَنفَدتَ مِن عَيشِهِنَّ البَقاءَ "
" وَأَبقَيتَ مِمّا مَلَكتَ النُفودا

كَأَنَّكَ بِالفَقرِ تَبغي الغِنى "
" وَبِالمَوتِ في الحَربِ تَبغي الخُلودا

خَلائِقُ تَهدي إِلى رَبِّها "
" وَآيَةُ مَجدٍ أَراها العَبيدا

مُهَذَّبَةٌ حُلوَةٌ مُرَّةٌ
" حَقَرنا البِحارَ بِها وَالأُسودا

بَعيدٌ عَلى قُربِها وَصفُها "
" تَغولُ الظُنونَ وَتُنْضِي القَصيدا

فَأَنتَ وَحيدُ بَني آدَمٍ "
" وَلَستَ لِفَقدِ نَظيرٍ وَحيدا

© 2024 - موقع الشعر