ابنة الجيران - كريم معتوق

عطورٌ لابنةِ الجيرانِ
 
مازالتْ على ريقي
 
وتبقى قصةُ الطفلينِ
 
لحناً في أباريقي
 
عبرنا سورَ هذا العمر
 
في سعدٍ وفي ضيقِ
 
**
 
كبرنا لا أقول غداً
 
أراك ببابنا جدّةْ
 
تحدثني عن الأمراض
 
عن عمرٍ شكى حدَّهْ
 
كتمنا شهقة الطفلين
 
صمنا هذه المدَّةْ
 
**
 
سواقيها جرارُ الروحِ
 
تلهث بين أوراقي
 
على الخدين داليةٌ
 
تندُّ بوجهها الراقي
 
ولو عصرت ليَ الخدين
 
كنتُ بحانها الساقي
 
**
 
كتبت إليك لا أدري
 
لماذا يخجلُ العنبرْ
 
إذا ما قلتُ في عينيك
 
شعرا من فمي أكبرْ
 
رسمتك قلتُ أكتبها
 
فغص باسمك الدفترْ
 
**
 
على جدرانها الطيني
 
أذكر ذلك العنوانْ
 
وأذكر شهوةً للفحمِ
 
تجرح جبهة الجدارنْ
 
وأرسم وجه من أحببتُ
 
تكتبُ تحته " الفنانْ "
 
**
 
عذرتك في ازدحام اليوم
 
إن لم تدركي الأمسى
 
سأكذبُ مرةً أولى
 
لها خوفا بأن تأسى
 
سأكتب تحت عنواني
 
نسيتُ لعلها تنسى
 
**
 
هبي أنّا تلاقينا
 
وكان لقاؤنا صدفة
 
وكان الماء في يدنا
 
يجدد بيعة العفة
 
فهل تمتد أسئلةٌ
 
لترجع نظرة الشرفة
 
**
 
هبي أن المسا أضحى
 
غريبا مثله شعري
 
وأن الحرف يحرثني
 
ليزرع غير ما ندري
 
أنقبل وقفة في البابِ
 
كالأغراب يا عمري
 
**
 
لكَ البستانُ لو أقوى
 
منحتكَ عفةَ الغابة
 
لأنكَ تجعل الدنيا
 
بعيني جِدُّ جذابة
 
وتوصي قلبَ من يهواكَ
 
أن يغتالَ أحبابه
 
**
 
لقد صيرتَ لي منفى
 
مقامَ العاشق الولهانْ
 
وأدخلتَ الجفا روحي
 
لكيما أعرف العنوانْ
 
زرعتُ الروح أم أني
 
قطعتُ براءةَ البستانْ
 
**
 
دخلتُ بشبةِ الأيامِ
 
أحصيها وتحصيني
 
أضعت العدَّ مراتٍ
 
وما زالت تمنيني
 
تقول الناسُ كل الناسِ
 
قتلى دون سكينِ
 
**
 
أقول إليك ما سجلتُ
 
في عمرٍ مضى عني
 
كتبتُ بكمهِ شكوى
 
خذي من سردها فني
 
إذا الأيامُ خانت بي
 
سأعرفُ أنه مني
 
**
 
نعم أبقيتِ يا سلمى
 
بصدري خصلةً للماءْ
 
أجدّلُ سعفها حيناً
 
وحيناً أغزلُ الأسماءْ
 
وإن فتشتِ حنجرتي
 
ستقطرُ من جفاك غناءْ
 
**
 
تركتِ حطامَ أنفاسي
 
وجرحاً فاتحاً بابهْ
 
ولملمتِ الهوى والصبرَ
 
قد شذبتِ أعشابهْ
 
وكم حطّبتِ في رئتي
 
لظنك أنها غابةْ
 
**
 
سألتُ العيد عن اسمي
 
ترى ما زال يذكرني
 
فحدَّق في أجندته
 
رأى أشياءَ تشبهني
 
رأى ولداً من الماضي
 
عليه خرائطُ المدنِ
 
**
 
رآني قلتُ يا ويلاه
 
كيف رأيتني بالله
 
فقال رأيته يمشي
 
ويضحكُ لا يعيرُ الآهْ
 
نعم حافٍ بلا نعيلين
 
يرسم ُ في خطاه الجاهْ
© 2024 - موقع الشعر