أَتُـراهـا لِكَـثـرَةِ الـعُـشّـاقِ - أبو الطيب المتنبي

أَتُراها لِكَثرَةِ العُشّاقِ "
" تَحسَبُ الدَمعَ خِلقَةً في المَآقي

كَيفَ تَرثي الَّتي تَرى كُلَّ جَفنٍ "
" راءَها غَيرَ جَفنِها غَيرَ راقي

أَنتِ مِنّا فَتَنتِ نَفسَكِ لَكِن "
" نَكِ عوفيتِ مِن ضَنىً وَاشتِياقِ

حُلتِ دونَ المَزارِ فَاليَومَ لَو زُر "
" تِ لَحالَ النُحولُ دونَ العِناقِ

إِنَّ لَحظًا أَدَمتِهِ وَأَدَمنا "
" كانَ عَمدًا لَنا وَحَتفَ اتِّفاقِ

لَو عَدا عَنكِ غَيرَ هَجرِكِ بُعدٌ "
" لَأَرارَ الرَسيمُ مُخَّ المَناقي

وَلَسِرنا وَلَو وَصَلنا عَلَيها "
" مِثلَ أَنفاسِنا عَلى الأَرماقِ

ما بِنا مِن هَوى العُيونِ اللَواتي "
" لَونُ أَشفارِهِنَّ لَونُ الحِداقِ

قَصَّرَت مُدَّةَ اللَيالي المَواضي "
" فَأَطالَت بِها اللَيالي البَواقي

كاثَرَت نائِلَ الأَميرِ مِنَ الما "
" لِ بِما نَوَّلَت مِنَ الإيراقِ

لَيسَ إِلّا أَبا العَشائِرِ خَلقٌ "
" سادَ هَذا الأَنامَ بِاستِحقاقِ

كاثَرَت نائِلَ الأَميرِ مِنَ الما "
" لِ بِما نَوَّلَت مِنَ الإيراقِ

لَيسَ إِلّا أَبا العَشائِرِ خَلقٌ "
" سادَ هَذا الأَنامَ بِاستِحقاقِ

طاعِنُ الطَعنَةِ الَّتي تَطعَنُ الفَي "
" لَقَ بِالذُعرِ وَالدَمِ المُهَراقِ

ذاتُ فَرغٍ كَأَنَّها في حَخا المُخ "
" بِرَ عَنها مِن شِدَّةِ الإِطراقِ

ضارِبُ الهامِ في الغُبارِ وَما يَر "
" هَبُ أَن يَشرَبَ الَّذي هُوَ ساقي

فَوقَ شَقّاءَ لِلأَشَقِّ مَجالٌ "
" بَينَ أَرساغِها وَبَينَ الصِفاقِ

ما رَآها مُكَذِّبُ الرُسلِ إِلّا "
" صَدَّقَ القَولَ في صِفاتِ البُراقِ

هَمُّهُ في ذَوي الأَسِنَّةِ لا في "
" ها وَأَطرافُها لَهُ كَالنِطاقِ

ثاقِبُ الرَأيِ ثابِتُ الحِلمِ لا يَق "
" دِرُ أَمرٌ لَهُ عَلى إِقلاقِ

يا بَني الحارِثِ ابنِ لُقمانَ لا تَع "
" دَمكُمُ في الوَغى مُتونُ العِتاقِ

بَعَثوا الرُعبَ في قُلوبِ الأَعادِي "
" فَكأنّ القِتالُ قَبلَ التَلاقي

وَتَكادُ الظُبا لِما عَوَّدوها "
" تَنتَضي نَفسَها إِلى الأَعناقِ

وَإِذا أَشفَقَ الفَوارِسُ مِن وَق "
" عِ القَنا أَشفَقوا مِنَ الإِشفاقِ

كُلُّ ذِمرٍ يَزيدُ في المَوتِ حُسنًا "
" كَبُدورٍ تَمامُها في المُحاقِ

جاعِلٌ دِرعَهُ مَنِيَّتَهُ إِن "
" لَم يَكُن دونَها مِنَ العارِ واقِ

كَرَمٌ خَشَّنَ الجَوانِبَ مِنهُم "
" فَهوَ كَالماءِ في الشِفارِ الرِقاقِ

وَمَعالٍ إِذا ادَّعاها سِواهُم "
" لَزِمَتهُ جِنايَةُ السُرّاقِ

يا ابنَ مَن كُلَّما بَدَوتَ بَدا لي "
" غائِبَ الشَخصِ حاضِرَ الأَخلاقِ

لَو تَنَكَّرتَ في المَكَرِّ لِقَومٍ "
" حَلَفوا أَنَّكَ ابنُهُ بِالطَلاقِ

كَيفَ يَقوى بِكَفِّكَ الزِندُ وَالآ "
" فاقُ فيها كَالكَفِّ في الآفاقِ

قَلَّ نَفعُ الحَديدِ فيكَ فَما يَل "
" قاكَ إِلّا مَن سَيفُهُ مِن نِفاقِ

إِلفُ هَذا الهَواءِ أَوقَعَ في الأَن "
" فُسِ أَنَّ الحِمامَ مُرُّ المَذاقِ

وَالأَسى قَبلَ فُرقَةِ الروحِ عَجزٌ "
" وَالأَسى لا يَكونُ بَعدَ الفِراقِ

كَم ثَراءٍ فَرَّجتَ بِالرُمحِ عَنهُ "
" كانَ مِن بُخلِ أَهلِهِ في وَثاقِ

وَالغِنى في يَدِ اللَئيمِ قَبيحٌ "
" قَدرَ قُبحِ الكَريمِ في الإِملاقِ

لَيسَ قَولي في شَمسِ فِعلِكَ كَالشَم "
" سِ وَلَكِن في الشَمسِ كَالإِشراقِ

شاعِرُ المَجدِ خِدنُهُ شاعِرُ اللَف "
" ظِ كِلانا رَبُّ المَعاني الدِقاقِ

لَم تَزَل تَسمَعُ المَديحَ وَلَكِن "
" نَ صَهيلَ الجِيادِ غَيرُ النُهاقِ

لَيتَ لي مِثلَ جَدِّ ذا الدَهرِ في الأَد "
" هُرِ أَو رِزقِهِ مِنَ الأَرزاقِ

أَنتَ فيهِ وَكانَ كُلُّ زَمانٍ "
" يَشتَهي بَعضَ ذا عَلى الخَلّاقِ

© 2024 - موقع الشعر