العـروس الـعانس - بدر الطريسي

شاخت عروس البحر الأحمر أو نضب مكياجها
أو ملّت اللي شيّنوها و لحلاها طبلوا

ثم كفّنت حلم الغلابا و نْزعت ديباجها
مدري محبين العري من شوف عاريها سلو

ما ضمّد جروح العروس المدمية أمواجها
و بحضنها قومٍ على طعنة حشاها جبّلوا

و الآه فيها من زمن ما حصلّت مخراجها
يا علّنا نشهد صداها بالصغار اللي علوا

اللي تشبّع زيفهم من جودها بعلاجها
و اليوم من جود الألم لازم يعافوا ما كلوا

ما عادها ذيك العروس اللي وساع فجاجها
كلّن على ما قيل يملى من محاجرها دلو

أواه من طفله خذا منها اليتم وهّاجها
و الأضحية أحبابها مع بهجة العيد ارْحلوا

تجرح خفوقي عينها يوم نْثرت ثجّاجها
ما سمّعوها في صباح العيد : فستانك حلو

و آخر حروفي كلمةٍ تشعل لهيب سراجها
تحكي أحاسيس العروس و كل من عنها جلوا

عزّي لأمّه ما تكرر بالزمن حجّاجها
و أهل الرؤوس اليانعه في قلة الذمة غلوا

مناسبة القصيدة

نظمت هذه القصيدة إبان مشاهدتي لتغطيات كارثة سيول جدة ، و تأثرت بخبر عن الطفلة أصيلة الذيابي التي فقدت جميع أفراد أسرتها..
© 2024 - موقع الشعر