انكـســ ــ ــــار - عبدالعزيز سمير

سَلُواْ الْقَلْبَ عَنْ حَالي وَعَنْ مَوجِ أدْمُعِي
وَعَنْ سِرهِ المخْبُوءُ مَا بَينَ أضْلُعِي

وَعَنْ وَحْشَةِ الْوجْدَانِ في عِيدِ حُزنِهِ
إذا مَا اكْتَسَى حُلْمي بِثَوبٍ مُرَقَّعِ

سَلُواْ لهَْفَتي الحَيرَى بِأوطَانِ مُهْجَتي
عَنِ النَاسِكِ المقْتُولِ مِنْ هَولِ مَطْلَعي

أتَاني رَسُولُ الجُرحِ للوجْدِ دَاعِيَاً
تخفََّى بِآلامي فأيْقَنْتُ مَصْرَعِي

أتَاني نَذيرَ الخُوفِ يَغزو بخافِقي
فَسَلَّمتُ جَنَّاتي,وألْقيتُ مَا مَعي

إذا الليلُ أرخى سِتْرَهُ عَنْ عوالمي
بَدَى لي عذاباً لا أراهُ مُوَدِعي

يَهيمُ بِأوصَالي وَنَفْسي كأنما
همومُ الدُنا أرْضي وَأصْلي وَمَنْبَعي

كَأنَّ الأسَى تاجٌ وإني مُتَوَّجٌ
وَمُلْكي يَفُوقُ الحدَّ مِنْ مُلكِ تُبَّعِ

جبالُ العُلا دُكَّتْ وَأضْحَتْ هزيلةً
وَصَوتُ المُنى قدْ ماتَ في لحدِ مَسْمَعي

وما زالَ يُغْريني بريقٌ من السنا
ولا زالَ يَطويني وَيَهْذي وَيَدعي

أرى العُمْرَ أطلالاً وَقَفْراً ديَارُهُ
جديبُ الخُطى يجْتَرُّ مِنْهُ تَضَعْضُعي

يئنُ مِنَ الآلامِ قَلبٌ مُضَمَّخٌ
بألوانِ موتٍ منْ مآقي مُوَدّعِ

ورُغْمَ الأسى والليلِ والحُزنِ والبُكا
سيبقى نشيدُ الحُبَّ في الكونِ مَرْجِعي

وفي اللهِ إيماني وَقَلْبي مُعَلَقٌ
فَسُبْحَانَهُ رَبي إليهِ تَضَرُّعي

© 2024 - موقع الشعر