نَفَى شَعَرَ الرَّأْسِ القَدِيمَ حَوَالِقُهْ - كعب بن زهير

نَفَى شَعَرَ الرَّأْسِ القَدِيمَ حَوَالِقُهْ
ولاحَ بشيبٍ في السَّوادِ مفارقهْ

وأفنى شبابي صبحُ يومٍ وليلة ٌ
وما الدهرُ إلاّ مسيُه ومشارقهْ

وأدركتُ ما قد قالَ قبلي لدهرهِ
زُهَيْرٌ وإنْ يَهْلِكْ تُخَلَّدْ نَوَاطِقُهُ

تبصَّرْ خليلي هل ترى من ظعائنٍ
كَنَخْلِ القُرَى أَوْ كالسَّفِينِ حَزَائقُهْ

تربعنَ روضَ الحزن ما بين لية ٍ
وسيحانَ مستكاً لهنَّ حدائقهْ

فلمّا رأينَ الجزءَ ودَّعَ أهلهُ
وَحَرَّقَ نِيرانَ الصَّفِيحِ وَدَائقُهْ

وخُبِّرْنَ مابينَ الأَخادِيدِ واللِّوَى
سقتهُ الغوادي ، والسواري طوارقهْ

وبَاكَرْنَ جَوْفاً تَنْسُجُ الرِّيحُ مَتْنَهُ
تناءَمُ تكليمَ المجوسِ غرانقهْ

إذا ما أَتَتْه مِنْ شَطْرِ جَانِبٍ
إلَى جَانبٍ حازَ التُّرَابَ مَهَارِقُهْ

بحافتهِ من لا يصيحُ بمن سرى
وَلاَ يَدَّعِي إلاَّ بِمَا هُوَ صَادِقُهْ

على كلِّ معطٍ عطفه متزيدٍ
بفضلٍ الزِّمامِ أو مروحٍ تواهقه

وقد ينبري لي الجهلُ يوماً وأنبري
لسربٍ كحُرَّاتِ الهجانِ توافقه

ثلاَثٌ غَرِيرَاتُ الكَلاَم ونَاشِصٌ
على البعل لا يخلو ولا هي عاشِقُه

© 2024 - موقع الشعر