جماد

لـ خالدية جاب الله، ، في غير مُحدد

جماد - خالدية جاب الله

جمادٌ
و ثمّةَ شيءٌ أنا لا أراهْ
يحاصرُ وجهيْ
و يغلق كلَّ الممرات في داخلي
و أصحو
تُمزّقني الذكريات التي لا مذاق لها
و تفتح جرحاً أنا ما عرفتُ سواهْ
 
و أمضي
مواسمَ ملحٍ بأكملها تستفزُّ دمي
و تَلُوكُ حياتي
فيفقد وجهي مداهْ
 
جمادٌ
تتاجرُ بي أمسياتٌ من البرد و السّهدِ
ثمّ تُخلِّف قلبي وحيداً أضاع هداهْ
 
و أذكر حين احتواني المساءُ
و غيّبني الانتظار طويلاً
أنا!.. لا .. أنا!
و البقيّة تأتي إذا ما يُظلّل جُرحي سماهْ
 
و خلف الحدود التي أوغلتْ في التلاشي
وقفنا كلانا..
نواصل كذبتنا بكثيرٍ من الصدقِ
و الخوفِ يوم اعتراهْ
 
جمادٌ
و ليلٌ أطلَّ على دمعتي
و رأى مُهَجاً شارداتٍ
و يأسٌ تجمّلَ بالصَّبرِ حتى أقاصي رؤاهْ
 
تُقشّرُ أفراحنا هذه الانكساراتْ
و تلهث مثل الذئاب وراء المساءاتْ
و وحدي أمرّرُ كفّي على صبوتي ليُسيّجَ وردي شذاهْ
 
يشقُ البياضُ طريقه نحوي
و يجثو على ركبتي الكبرياءْ
أوسِّدُ هذا الفضاءَ ذراعي
و أصلبُ قامتكَ المستحيلةَ
عَلَّ الجمادَ يُلملِمُ وجه السماءْ
 
على مهلكَ الآن يستيقظُ الشوقُ
يَمْشِي إليَّ
يُفخّخ كلَّ الدروبِ
و يهزأ بالصبرِ و الدمعِ و الأغنياتْ
بنورسةٍ لم تعد تشبه الصحوَ مثلي
وتُشعلُ في غفلةِ الحزنِ
حُلْمايعودُ صباهْ!
© 2024 - موقع الشعر