فجعت لفرط فراقك الاخوان - وليد الأعظمي

فجعت لفرط فراقك الاخوان
وتأججت بقلوبهم نيران

يا زهرة النسرين بللها
الندى يا وردة يا قداح يا ريحان

كالبلبل الجذلان كنت مغردا
تشدو فتطرب حولك الأغصان

خل وفي ساكن متواضع
بمكارم وفضائل مزدان

خلقا وخلقا كنت فينا
آية كالشمس ليس يعوزها برهان

قد خضت دجلة للوضوء ولم
تكن تدري بما قد قدر الرحمن

فمضيت للباري ضميرك طاهر
وغرقت كيما يطهر الجثمان

فارقت صبحك يا نزيه ولم
يكن يحلو لصحبك منكم الهجران

في كل قلب من فراقك لوعة
وبكل عين مدمع هتان

ماشيعوك وإنما قد شيعوا
فيك النزاهة أيها الإنسان

والتف صحبك حول نعشك مثلما
تلتف حول المقلة الأجفان

كل ينادي يا نزيه فلم تجب
أحدا وكلك منطق ولسان

وسكنت تنظر للوفاء مجسما
من إخوة أيام كنت وكانوا

يا راحلا عنا ولست براحل
القلب قبرك صار والوجدان

أنت المنزه عن عيوب لم يكن
عن مثلها يتنزه الشبان

صف الصلاة به مكانك فارغ
تبدو عليه ضراعة وحنان

وتساءل المحراب عنك وعهده
يعلو به لدعائك الأرنان

والثانوية لا يكف نحيبها
حزنا عليك ويصرخ النعمان

© 2024 - موقع الشعر