في سبيل المجد - احمد مطر

إنّما أيّامُكمْ مُحدَثَةٌ
 
تَمشي على عَكْسِ خُطى آبائِها .
 
هِيَ في التّجديدِ لابُدّ لَها
 
أن تَفصِلَ الأشياءَ عن أسمائِها !
 
وَهْيَ في السُّرعةِ لابُدَّ لَها
 
أن تُسقِطَ الزّائِِدَ مِن أعبائِها :
 
الهُدى،
 
والشّرفَ التالِدَ،
 
والعِفّةَ، والعِزّةَ، والصّدْقَ
 
وما شابَهَ مِمّا حَمْلُهُ
 
يُسرِعُ في إبطائِها !
 
وَهْيَ في التّغييرِ لابُدَّ لَها
 
أن تُبدِلَ النّظرةَ لِلعَوْراتِ
 
في أعضائِها..
 
فَهْيَ لا ترفَعُ ذَيلَ الثَّوبِ
 
عن (أشيائِها)
 
مِن قِلّةِ استحيائِها .
 
إنّما ترفَعُهُ
 
كي تَستُرَ المكشوفَ مِن أثدائِها !
 
فاشكروا اللّهَ على آلائِها
 
واجعَلوا أصواتَكُمْ
 
بعضَ صَدى أصدائِها :
 
بِنَعيقٍ طَعِّموا لَحْنَ أغانيكُمْ
 
إلى أن تُفلحوا، يَوماً، بإتقانِ النَّهيقْ .
 
وارفعوا أَدمغةَ النّاسِ
 
على مَتْنِ الفضائيّاتِ
 
حتّى تَبلُغَ القَعْرَ السَّحيقْ .
 
وَضَعوا تاجَ بَيانِ الشِّعرِ مَقلوباً
 
على خَلْفيَّةِ النَّثرِ الصَّفيقْ .
 
وانظروا عَبْرَ عَماكُمْ
 
واجذِبوا زَفرتَكْمْ عِندَ الشَّهيقْ !
 
لن تَفوزوا بِرضا الأيّامِ
 
حتّى تخسروا الصِّحّة كُرمى دائِها
 
وَتُريقوا دَمَكْمْ حُبّاً لَدَى بَغْضائِها !
 
فاحْرُسُوا يَقْظَتكُمْ
 
خَشيةَ أن ترتَدَّ عن إغفائِها .
 
واطرحوا آلامَكُمْ
 
كي تَجمعَ المطروحَ من أبنائِها .
 
وامنحوا أقلامَكُمْ
 
حُريَّةَ التعبيرِ عن أخطائِها .
 
وانزعوا أحلامَكُمْ
 
ثُمَّ اغسِلوها
 
واعصروها
 
واشرَبوا مِن مائِها !
© 2024 - موقع الشعر