نفثة

لـ طاهر زمخشري، ، بواسطة غادة العلوي، في غير مُحدد

نفثة - طاهر زمخشري

قد حملتُ الأسى وفاضَ إهابي
بعد أن ذاب في الشجون شبابي

وأنا لم أزلْ أُلملم أطرا
في، وأمشي مكبَّلاً بالصعاب

فطويتُ الأعوامَ أزحف في التّي
هِ، وزادي ومركبي أوصابي

تتوارى عن المسالك آرا
بي ،ويحتثُّ من خطايَ غِلابي

وشراعي الرفّاف صبري، ومِجدا
في ثباتي، وفي الحنايا رِغابي

كلما أَوغلَ الزمانُ بشوطي نهشتْني سودُ الليالي بناب
مُثْخناً بالجراح يهصرني الدا

ءُ، ويسطو على الفؤاد المُذَاب
وتغرّبتْ في الحياة بآلا

مي، وصاحبتُ شِقْوتي في اغترابي
وشربتُ القذى على نخب إخفا

قي، بكأسٍ سخيَّةٍ بالشراب
عاقرتْني مع اليفاعة أَحْدا

ثٌ، أراها لما تزلْ في ركابي
فإذا بالصِّبا بكفّي هباءٌ

وإذا العمرُ حفنةٌ من تراب
بعثرتْها على الخطوب ليالٍ

تتعاوى مسعورةً كالذئاب
وأنا بينها أُناغم آما

لي، بألحانِ مِزْهري المِطراب
أتغنّى فيستجيب ليَ الحُسْ

نُ، ويشدو بصبوتي أترابي
ويروقُ الجمالُ حلوَ أغاري

دي، فيهفو إلى الصدى الجذّاب
وأصوغ النشيدَ من ذوب نفسٍ

تترامى بلاهب صخّاب
فإذا الداءُ في حواشيَّ إعصا

رٌ، ترامتْ أطرافُه في إهابي
عِلَّتي ناشتِ الحنايا فلم أَفْ

زَعْ، فجدَّت صروفُها في طلابي
فِلذتي، زهرةُ الحياة وأغلى

ما بكفّي من الأماني العِذاب
وفؤادي الذي وقفتُ عليهِ الْ

عُمْرَ، أرويه بالدم المنساب
في ربيع الحياة ألقتْه للدا

ءِ عليلاً، فضاع مني صوابي
وتململتُ في مكاني من الأَيْ

نِ، وجالدتُ باصطباري مُصابي
ما شكوتُ الأسى وما ضقتُ بالدا

ءِ، وإنْ أَثلَم القضاءُ حِرابي
وعزائي الصبرُ الجميل الذي أَنْ

سُجُ من لطفه نقيَّ الثياب
غيرَ أني لما يُعاني فؤادي

جئتُ أرجو من الإله ثوابين الإله ثوابي
© 2024 - موقع الشعر