أعذار واهية ..! - احمد مطر

- أيُّها الكاتِبُ ذو الكفّ النظيفَةْ
 
لا تُسوِّدْها بتبييضِ مجلاّتِ الخَليفةْ .
 
- أينَ أمضي
 
وهوَ في حوزَتِهِ كُلُّ صحيفَةْ ؟
 
- إ مضِ للحائِطِ
 
واكتُبْ بالطّباشيرِ وبالفَحمِ ..
 
- وهلْ تُشبِعُني هذي الوظيفَةْ ؟!
 
أنا مُضطَرٌّ لأنْ آكُلَ خُبزَاً ..
 
- واصِلِ الصّومَ .. ولا تُفطِرْ بجيفَهْ .
 
- أنا إنسانٌ وأحتاجُ إلى كسبِ رغيفي ..
 
- ليسَ بالإنسانِ
 
مَن يكسِبُ بالقتلِ رغيفَهْ .
 
قاتِلٌ من يتقوّى بِرغيفٍ
 
قُصَّ من جِلْدِ الجماهيرِ الضّعيفةْ !
 
كُلُّ حَرفٍ في مجلاّت الخَليفَةْ
 
ليسَ إلاّ خِنجراً يفتحُ جُرحاً
 
يدفعُ الشّعبُ نزيفَهْ !
 
- لا تُقيّدني بأسلاكِ الشّعاراتِ السخيفَةْ.
 
أنا لم أمدَحْ ولَمْ أ ر د ح .
 
- ولمْ تنقُدْ ولم تقْدَحْ
 
ولمْ تكشِفْ ولم تشرَحْ .
 
حصاةٌ عَلِقتْ في فتحةِ المَجْرى
 
وقَدْ كانتْ قذيفَةْ !
 
- أكلُ عيشٍ ..
 
لمْ يمُتْ حُرٌّ مِنَ الجوعِ
 
ولمْ تأخذْهُ إلاّ
 
مِنْ حياةِ العبدِ خيفَةْ .
 
لا .. ولا مِن موضِعِ الأقذارِ
 
يسترزِقُ ذو الكفِّ النّظيفَةْ .
 
أكلُ عيشٍ ..
 
كسبُ قوتٍ ..
 
إنّهُ العذْرُ الذي تعلِكُةُ المومِسُ
 
لو قيلَ لها : كوني شريفَهْ !
© 2024 - موقع الشعر