حريـر الخلـود ... - محمّد كمال السخيري

الإهداء : إلى الشّهيد الرّمز أحمد ياسين زهرة الرّبيع المغتصبة ...!!!
 
...
 
قتلوك
 
وما قتلوها
 
دمك كالمسك طهّر غزّة
 
وما دنّسوها
 
أيا أمّة
 
استباحوا بكارتها
 
خنقوا بسمتها
 
استعذبوا صمتها
 
وتفرّع النعناع
 
على فخذيها
 
ذات صباح ...!!
 
هل من نبيذ الدّم
 
سيسكر الأطفال ..؟!
 
هل من فتات اللّحم
 
ستقتات غربان
 
الفضيحة ...؟!
 
أيّ نهد لراقصة اللّيل
 
سيرضع مجانين
 
الملاهي
 
وأيّ ريق سيطفئ عطش
 
المتخنّثين ...؟!
 
كلّ الأيّام والأزمنة
 
سواء
 
كلّ الشّهداء
 
كلّ اليتامى
 
كلّ الثكالى
 
على أرصفة الموت
 
سواء
 
سيّان بين النّار والماء
 
بين أجساد تعرّت
 
وأرواح بصمت الجبن
 
انتحرت
 
وأغنية انطلقت صرخة
 
كالموت الجميل
 
بين الوجود والعدم ...!!
 
يا أمّة هاربة من الزمن
 
أتذكرون " بطّة شوقي "
 
وخرفان " بريجيت "
 
أتذكرون " التوماهوك " الحزين ...؟!
 
كم ننسى ...!!
 
وكيف ننسى صرخة الفجر
 
الجميل ...؟!
 
ما أروع أن يكون دمك
 
يا أحمد
 
أنقى من الماء
 
إذا ما عانق الماء
 
الماء
 
و " بريجيت " مازالت
 
حزينة
 
مسكينة هي الشقراء
 
ناقمة على موت
 
اختطف " دولي "
 
آه " دولي "
 
دولي يا صرخة الخيانة
 
أيّتها النعجة المستنسخة من
 
صحراء العروبة
 
لماذا تخلّيت عن " أليتك "
 
النّجديّة
 
وسواد عينيك المغمضتين
 
كلّ صباح ...؟!
 
لماذا حوّلوك بيضاء
 
كثلج الهزيمة
 
والرّهبة المرعبة ...؟!
 
" دولي "
 
قولي يا " دولي "
 
في زمن الصّمت
 
أخبرينا
 
وقولي :
 
من أين جئت ..؟!
 
ومن قال أنّك
 
عربيّة ..؟!
 
يا بدويّة الملامح
 
يا عربيّة الفضائح
 
يا نعجة هرمة عاشقة
 
كيف اختطفوك من ضيعة
 
الضياع ...؟‍‍‍‍‍‍!!
 
" دولي " أيّتها الخائنة
 
كالخريف
 
لِمَ كلّ هذا النّزيف ...؟!
 
يا نعجة تتباهى بها
 
الأعاجم
 
لماذا
 
لماذا لم تنجبي ذكرا
 
مشوّها
 
يعمّر صحراء الخراب
 
ويشرب من غدير
 
السّواد ...؟!
 
" دولي "
 
يا نعجة تتوسّد أردافها
 
خفافيش اللّيل
 
والطيور المهاجرة إلى
 
أحضان الخيانة
 
هو ذا الوليد " أحمد "
 
يولد من شفتيْ
 
غزّة
 
قادم من نهر الفجيعة
 
بيمناه فسيلة وطن
 
أخضر
 
كهذا الرّبيع
 
في عينيه ترفرف
 
راية النّصر
 
في سماء
 
الغياب
 
وزغاريد الصّبايا
 
تكفّن شهقته
 
في حرير
 
الخلود
 
عسى أن يعود
 
آه لو
 
يعود ...!!!
© 2024 - موقع الشعر