يّـدٌ مِنْ مَجَـاز - محمد شيكي

خَلْفَ هَذَا النَّشَازْ ، يدٌ مِنْ مجَازْ
 
اِسْتَوَتْ فِي الْمدَى ، كَعَيْونِ الرَّدى ، كالرَّذاذ الكثيف
 
يُحَاصِرهَا بيْهقُ قَدْ طََغى، يَحْتَمِي بالْعَمَى والجُنون العَنيفْ
 
باسِطاً كُلَمَا حَاوَرَتِهُ السِّنُونُ، يَداً من منُون، انْثَنَى دِرْعُهَا
 
وارْتَمى فَرْعُهَا يخْتَفِي بيْنَ لاءٍ ونونْ…
 
خَلْفَ هَذي الْبِلاد يدٌ منْ سواد / يَدٌ خَضَّبَتْ خَطَّهَا بِلَهِيبِ الْمِداد
 
يا حَرِيقَ الُحُروفِ انْطَفِىءْ بالوَطَنْ
 
واغتَسِلْ بِحُدودِ خرائِطِ دَمْعِ العَرَبِ، اِنْتَشِرْ فِي نُدُوبِ الديَّارِ
 
لَحْظَةً كالْقَدَرْ
 
جُرْعَةً كالْمَطَرْ
 
كالرُّغَامِ النَّدي، حَامِلاً مِنْ يَدي صَرْخَةً للعبُور نَحْوَ فَيْضِ الصُّوَرْ
 
واقِفاً فِي الْمَدَى ، حَارِساً للغَمَامْ
 
لوْ تَعَدَّتْ خُطاهُ حُدودُ الرِّجَامِْ
 
دَكَّهَا واكْتَفَى
 
بِسُطُورِ الْحَجَرْ….
 
* * *
 
خَلْفَ هَذا الْمِدادِ ، يَدٌ تَرْتًَدي وَجْهَ هَذا الْحِصَارْ
 
مِنْ شُحُوبِهِ رَصَّ جِدارَ الْبِلادِ بلِحْيَةِ دَقْنِ الخُنوعِ لأَسْرِ السَّرابْ
 
بِرَمْلِ الْيَبَابِ الكَئِيبِ ، أَحَاطَ حَدائِقَهُ المُغْلَقَة
 
وَتاهَتْ يَداهُ فِي مَهْوَى زَوابِعِ قَيْظِ الرِّمالْ
 
وَقيْىءِ التَّعَبْ …
 
...
 
يَدُ فِي العَراءِ وَ أُخْرى تُسَاوِمُ رَوْثَ الخَلاءْ
 
فَماذاَ تَبَقَّى
 
وَماذاَ أَصِيرُ إِذا كُنْتُ زَاداً لَهُ فِي أَوّلِ صَيْدِ المَسَاءْ
 
وَ آخِرِ وَجْبَة هَذا العَشَاءْ…؟
 
أَجِيؤُهُ عَارٍ كَدَمْعِ الثَّكَالَى، فَتُلْبِسُنِِي رَعَشَاتُ السَّمَاءِ بِهَمِّ الْبِلادِ
 
أَصِيرُ لَهُ خافِقاً روُحُهُ مِنْ سَمَادٍ
 
مَهْمَا يشَبّ الْحَرِيق، يَنْتَفِضْ مِنُ رَمادْ
 
فَيْنَقاً يا دَمِي فَيْلَقاً مِنء جُثَثْ
 
قَلْعَةَ مِنْ غُبَارْ، يَقْظَةً للثَّرَى مِنْ أَنينِ الدَّمَارْ …
 
هَا نَزِيفُ الْحُروفِ، هَا مَسَاءُ يَطُوفْ فَجْرُهُ منْ إِبَرْ
 
إِنْ دَهَاهُ الأُفُولُ أَوْ رُعَافُ القُبَلْ
 
مَذَهُ لَيْْلُهُ بِضِيَاء الأَمَلْ
 
فاسْتَزادَ الخُلُود مِنْ كَونْشِرْتُو الوَتَرْ….
 
* * *
 
خَلْفَ هَذأ الدّمَارْ،يَدُ مِنْ سُعَارْ:
 
سِدْرَةُ خَارِجَ المُسْتَحيل تُراوِدُ شَوقي بِشوْكٍ كبير
 
يَدٌ منْ سُهَا خَفْرهَا ، يَشْرَئِبُّ الضُّحَى
 
إِنْ هَمَا أَوْ صَحَا مِنْ مَجَاري الالَمْ
 
تَمَدّدَ نَحْوي شَريداً، يًبادِلُنِي بِصَبيبِ العرقْ
 
أَيغْرَقُ حُلْمِي في حُزْنِ البلادْ
 
أليْسَ يفَسِّرُ يوسفُ رُؤْيا العِبادْ؟…
 
يوسُفُ فَسِّر: سَتَأْتِي يَدٌ مِنء وَراءِ المُحيطِ،
 
وتَمْلِكُ كُلَّ الشَّمالِ وَكُلّ الجَنوبْ
 
تَدينُ لَهَا الأَرْضُ، حَتَّى السَّنابِلُ،
 
حَتَّى الهَواءُ بِأَمْرِها يَسْعى و لا شَيْىءَ يبْقَى للْحاكِمين….
 
...
 
يُوسُفُ فَسّرْ: سَتَمْشِي بكُمْ في الزَّمَانِ الْبَعيدْ
 
تُبَشِّرُكُمْ بالطَّريق الْجَديدْ/ تُعَولِمُ شِرْكَ القُلُوبِ وبَأْسَ الْحَديدْ
 
وباسْمِ هولاَكُو الْجَديدْ، يُسَبِّحُ كِسْرى ، وَتُزْهِرُ نَارُ الإيوان المَجِيدْ….
 
يُوسُفُ فَسِّرْ:رَأَيْتُ المَسَافةَ حُبْلَى بِحَيْضٍ صَدِيدُ
 
بِجَيْشٍ تَرَجَّلَ/سَيفِ تَكسَّرَ/ مَاءٍ تَعَكَّرَ/ جُرُحٍ تَفَجَّرَ
 
لَكِنَّ طِفْلاً بَكى ليَعُودَ السَّلاَمُ
 
يُوسُفُ فَسَّرَ ثُمَّ اكْتَفَى،
 
وَشَدَدْتُ الرِّحَالَ أَقْتَفِي سِنْدِبَاداً مَضى
 
يَفْتَحُ اللَّيْلَ كَيْ يَخْرُجَ الْوَمْضُ مِنْ فَجْوَةٍ
 
نُورُهَا يَنْجَلِي مِنْ شُعَاعِ السَّحَرْ….
 
فاعْزِفِي مَوْلِدِي يَا دَيَاجِي الشَّجَنْ ،
 
إِنَّ سِرَّ الْحَياة أنْ يعُودَ النَّغَمْ
 
هَا يَدي فِي يَدي ، أَيْنَعَتْ هَاهُنا/ هِمَّةً
 
تَنْتَشِي منْ قَوافِي الْحِجَازْ
 
تَهْتَدِي بيَدي ويَدي مِنْ مَجَازْ
 
بالَّذي أَيْقَظَ الرَّشْحَ شابَهُ شَدْوُ الْحَنينْ
 
فاكْتَوَى
 
وَاسْتَوى
 
واسْتَحَالَ الرُّفَاتُ يداً لا تُغَنِّي بِغَيْرِ هَسِيسِ الْحَياةْ
 
* * *
 
هاَيَدِي تَحْتَفِي بِلُغَاتِ ……..
 
سِحْرُهَا في الْحُروفْ، هَاجَرَتْ سِرْبَهَا
 
سِرُّهَا في فَمي
 
نَبْضُهَا في دَمي
 
يا مَرَايا الجُمَلْ، اِعْصِرِي الصَّخْرَ
 
كَيْ مَاؤُهَا يَنْبَجسْ مٍنْ جَنُوبِ الَسماءْ
 
صَرْخَةٌ أَشْرَقَتْ مِنَ شَمالِ الْغِيّابْ/ هَالَهَا زَائِرٌ
 
يَرْتَدِي مُعْجَماً مِنْ نَزيفِ الْخَطَرْ
 
...
 
يَا يَدِي اِشْهَدِي :
 
كَانَ صَيْفي شِتَاء، بَرْقُهُ فِي الْعُلا بيْهَقاً لا يَنَام
 
رَعْدُهُ ثَوْرَتِي ضِدَّ بِيذِ الْعَدَمْ
 
كُنْتُ أَرْعَى النُّجُوم، وأُنَاجِي الغُيوم ، أَنْتَشِي بالسَّحابْ
 
كانَ رِيحُ الشّمَال، طَوْقُهُ فِي يَدِي، وَيَدِي مَنْبَعٌ لِمَجَالِي الغِناءْ
 
لِشُموسِ الهَوىوالسّنا والضِّياء
 
لِهَديلِ الْحَمَام ،لِعَريشِ الهباءْ…….
© 2024 - موقع الشعر