صــرخة هــدى - محمد الشهري

كأس عالم.. تصفيه.. جمهور واعلام وكُرَه
والبشر لألمانيا متوجّهه نظراتها

بينما واحنا نشجّع منتخبنا .. وننصره
نمتدح من مرّر الكوره.. ومن هو شاتها

صار في "شطآن غزّه" تصفيه متكرره
تصفيه تفْرق.. مع ان المفرده هي ذاتها

تصفيه تخلو من اصوات البشر.. والجمهره
كان ضرب المدفعيّه والرصاص اصواتها

تصفيه والمنتخب "رجّال واطفال ومَرَه"
عائله في نزهةٍ للبحر من نزهاتها

مادروا للموت موعد والحياة ْمقدّره
والعرب لاهين في الكوره وفي جولاتها

قصْف بعثرهم على رمل الشواطي بعثره
ماتجدْ غير الجثث متراميه بشْتاتها

وطفلةٍ عاشت ولكن في خضمّ المجزره
راح ابوها.. وامها.. واخوانها.. واخواتها

أقسم انّ الصدمه اكبر من حدود السيطره
واقسم انّ النفس ماتستوعب اللي جاتها

حاله ْمن الذعر.. والهستيريا.. والمرمره
بين اهلْها والصحيح اقول: بين امواتها

كان أكثر مايغصّ الريق وسط الحنجره
عند ابوها طايحه وتصيح من حسراتها

"لا تخليني يا يابه .. لا تروح المقبره"
صيحةٍ هزّت جميع الكون.. بين شْفاتها

مسخره.. واللي خلقني ما بعدْها مسخره
وامّة المليار مسلم غارقه بسْباتها

يقلع الله عجزنا .. والعالم المستهتره
وين من يمسح بمنديل الدما.. دمعاتها؟

ليت فينا مثل قلب "المعتصم أو عنتره"
كان مانحسب لإسرائيل مع قوّاتها

ولو توكّلنا على الله في زمان السمسره
كانت امّتنا - وربّي- عوّضت مافاتها

بس اذكّر قد تفيد المؤمنين التذكره
بعدما دوّت "هُدى" في مسمعي صرخاتها

لي متى واحنا نواجه ذنبهم بالمغفره؟
لي متى؟ والصمت ألغى أمّتي.. واماتها

لي متى والقتل فينا "نشجبه - نستنكره"
لي متى والقدس ذكرى وانطوت صفحاتها؟

يا هُدى والعفو ماهو شرط عند المقدره
صرنا نعفو غصْب والعربان ذي عاداتها

ليت بثّت "تصفية أهلك" قناه ْمشفّره
كان قلنا: ما درينا عن "هُدى" ومأساتها

بس مامن عذْر والاّ احنا ندوّر معذره
لا تذكّرنا الحياه بطيشها.. وشهواتها

صرختك جتنا.. نعم .. لكنّها متأخّره
والبطوله إبتدت والحين جات اوقاتها

بينما واللعب حامي.. والعرب مستنفره
وفي نجوم المونديال .. ْمركّزَه شاشاتها

تنطلق "كوره" علينا من العدوّ مدبّره
وعيلتك تنشات "جوول" بهجمه من هجماتها

فإمنحينا فرصه نشوف البطوله والكُرَه
بعدها يمكن بنسأل "عيلتك من شاتها"؟؟؟

مناسبة القصيدة

\"الإهداء إلى الطفله الفلسطينية هدى ذات السبعة أعوام والتي فقدت أهلها جميعاً في نزهة عائلية تحت القصف الإسرائيلي على شواطيء غزه\" بينما أنظار العالم كانت متوجهه لألمانيا لمتابعة تصفيات مونديال كأس العالم 2006م
© 2024 - موقع الشعر