القبطــــان - محمد الشهري

صيف هذا العام أسوأ صيف عشته في حياتي
باختصار اكثر .. مررت بمرحله جدا حزينه

كنت عايش في صراع كبير من ذاتي لذاتي
كنت ضايق .. واشعر انّي بعد ضيّقت المدينه

كنت اخطّط وانتظر صيف السنه هذي واحاتي
لجل اعيش اجمل إجازة حب ما بيني وبينه

الحبيب اللي من اول كان أجمل ذكرياتي
وصار أبشع ذاكره في داخل اعماقي دفينه

والله اشوى لو صدمني فجأه بغير امنياتي
ولا أموت بأمنياتي غدر من طعنة يمينه

ضيّق الدنيا بعيني صدق.. واحترت بجهاتي
كنت أشبه ما أكون بحال قبطان السفينه

لا ارتفع موج البحر والريح هبّت والتفاتي
كان عكس الإتجاه اللي يحسّس بالسّكِينه

راكبين اثنين عرض البحر والمركب مؤاتي
للغرق .. أو .. واحدٍ منّا يضحّي عن ضنينه

يعني كان الحل واحد .. يامماته .. يا مماتي
البلى في ناتج الحلّين.. اموت من الغبينه

قال: ويش الحل؟ قلت: التضحيه من واجباتي
لازم آضحّي عشان اعطيك بعض الطمأنينه

قال: إفرض لو خذاك البحر.. قلت: اعلن وفاتي
قول: مات فلان لجل اعيش .. والمولى يعينه

قال: طيب.. لا رحلت شلون بتهنّى مباتي
قلت: فكّر في رجوعي بس .. وانطرني لحينه

وانتبه تنسى و تكفى كل شي الا .. وصاتي
إنتبه للقلب تكفى .. قال: في أيدي أمينه

قمت اودعْه بْسكات ودمعتي تشرح سكاتي
وماذبحني ضيق إلا يوم انا اقبّل جبينه

وارمي نفسي للبحر واختلّ في موجه.. ثباتي
والبحر لبعيد اخذْني وصرت لامواجه رهينه

لكن الله مدّ في عمري.. ونجّاني بصلاتي
ما وعيت الاّّ وانا مابين شطّ .. وبين طينه

والحبيب اللي نجى .. ماكان متوقع نجاتي
جيت من بعد الغياب المُر.. ادوّر عن حنينه

ما لقيته في المدينه وانشغل بالي .. واحاتي
ورحت من باب انشغالي اسأل الجيران.. وينه؟

قيل: سافر في إجازة حب دام الصيف آتي
جاه غيرك ياخذه من قبل يومين بْيدينه

وقتها دنّقت راسي حزن .. حسيت بشتاتي
وقتها حسيت نفسي طفل .. أهله بايعينه

وش حصل لابن اللذينا؟ ولاّ انا وش هي سواتي
ما تقول الاّ كأنّي ذابحٍ له .. والدينه

ذا وانا اللي لجل عينه ما بخلت بتضحياتي
والقهر .. لابارك الله فيه .. ما بيّن بعينه

دام حتى ما حفظ لي عشرتي واحسن جزاتي
ويش برجي منه؟ لابو عشرته.. لابوسنينه

كان هذا احساسي اللي دوم اعيشه وسط ذاتي
ولاّ انا ما جيت بحر وماني قبطان السفينه

بس انا اللي كنت اخطط لجل احقق امنياتي
في إجازة صيف ضاعت غدر من طعنة يمينه

رحت بيتي.. ما معاي الاّ أقلّب ذكرياتي
واقفل الغرفه عليّ .. وأسمع اغاني حزينه

لجل ذلك.. كان هذا الصيف الاسوأ في حياتي
لجل ذلك.. كنت أتعس شخص عايش في المدينه

© 2024 - موقع الشعر