تبلدية - صلاح أحمد إبراهيم

تبلدية
 
لو جرعة ماء تبلديه
..فى الرمضاء
واموت اموت قرير العين
..او دفء حليب مسيريه
..فى رحلة شوق نحو ضعين
..او تحت اراك فى الشرق
..فى حجر راسى يستلقى
..وتفيض لكم روحى سحبا ..تسقى تسقى
..واد وربا
..وتغنى بالوبل الهتان
..هذا برقى الصادق يا شعب السودان
..واموت قرير العين
 
 
..لو تحت دليب فى الدندر
او نخل صوب الكاسنجر
..او دوم متجها كالنور
او تحت صريف من قصب فى ديم النور
..لو فى السوباط او البيبور
..اتمايل بالحب العذرى عند النهر
..وانا ادعو الوحش الجائع
..ان شئت فكل ..لست امانع
..تتهلل غابات بلادى
..وتهدهدنى طربا ..طربا
..ها عاد لنا الابن الضائع
..ها عاد لنا الابن الضائع
..واموت ..اموت ..قرير العين
 
 
..لو اسمع فى سوق الاثنين
..صوت العربان
..ورغاء بعير وسط الضان
..يتاوج داع فى الفجر
..كتقطع ناى
..انسل اليه ..مرتعشا فى برد شتاء
..كابى والكون غريق فى الظلماء
..وبه من اثر الوضوء برحاء
..وبه من اثر سجود سيماء
..واموت فيحملنى من جاء
واموت ..اموت ..قرير العين
 
 
..لو بسمة حسناء فى لون الكاكاو
..لون الانناس او الباباى
..او رقصة حسناء فى ساحة واو
..تدنو منى لكن تختار سواى
..او فى ماء بجبال الفاو
..او ساقية بجزيرة صاى
..او تحت الشمس بشاحنة معطوبة ياي
..تتوقف فى مقهى قرب الجبلين
..يجرى بجبينى عرق غبار مثل الطين
..ارتشف الشاي
..واضاحك اخوانى البسطاء
.واموت ..اموت ..قرير العين
 
 
..او اجلس فى عشب منعش
..فارى من بعد ام درمان
..تتلفع فى الثوب الاغبش
..وتنادينى واناديها
..وتمد الى ذراعيها
..وانا اجهش
..يتعثر خطاى كالعميان
..فاقبل من لهف الشوق القدمين
..وترى ظامى
..وامد اليها بالكفين
قلبى الدامى
..واقول خذينى ..وخلى لي
..اسمى ذكرى عند النيل
..يا بنت الناس المشكورين
..يا بنت الناس المشكورين
.واموت ..اموت ..قرير العين
© 2024 - موقع الشعر